ميجر جنرال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ميجر جنرال

منتديات الميجر جنرال
 
الرئيسيةأفضل 10 أعضاءأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن ادارة منتديات الميجر جنرال عن منح الاعضاء المتميزين اوسمة شرف وذلك لكي تزيد روح المنافسة في المنتدىمع تحيات المدير العـــــــام
قررت ادارة منتديات الميجر جنرال منح العضو المجرووووووووووووووووح وسام(((( الاداري متميز ))) مع تحيات المدير العام ــــ الميجر جنرال ــــ
تعلن منتديات الميجر جنرال عن افتتاح كرسي الاعتراف حيث سيحال العضو للكرسي لمدة اسبوع وسيتم طرح اسئلة من قبل الاعضاء وعليه إجابة الاسئلة بكل صراحةوالعضو الي على الكرسي لهذا الاسبوع هو ((ميجر جنرال))

 

 قصه روعه ومؤثرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحسآس أنثى
مشرفة
مشرفة
أحسآس أنثى


انثى عدد الرسائل : 67
الموقع : المملكه العربيه السعوديه
العمر : 33
العمل/الترفيه : ـــــــ
المزاج : رومانسيه رايقه
تاريخ التسجيل : 04/09/2009

قصه روعه ومؤثرة Empty
مُساهمةموضوع: قصه روعه ومؤثرة   قصه روعه ومؤثرة Icon_minitime1السبت أكتوبر 10, 2009 8:39 pm

ا
سلام عليكم
ابدي قصتي بتعريفكم بنفسي انا هديل محمد ، عمري الحين 35 سنة تقريبا والقصة اللي بقولكم اياها تبدي من سنة 1989 لما كنت مخلصة توني ثالثة ثانوي يعني عمري كان وقتها تقريبا 16 سنة ، كنت بنت هادية نوعا ما عوضا عن البنات اللي بعمري وكنت ساكنة بمنطقة حلوة وراقية واهي منطقة مشرف ، وكانت من المناطق الداخلية الراقية ...

يانا الصيف وحبينا نقضيه بدولة ام الدنيا مصر ، رحت مع امي وخواني احمد اللي اهوا كان عمره 14 وهشام 12 وهبه اللي اهيا اخر العنقود واصغر مني وعمرها 10 ونص تقريبا ، المهم رحنا على اساس ان ابوي وجدتي يلحقونا بعدين لما ابوي تبدي اجازته ...

اول ما وصلنا لقينا الناس والزحمة بالمطار وحدث ولا حرج عن مطار مصر اللي مافيه من الديكورات والنظافة شي ، حاولنا ندور على شنطنا مني ومناك بس من الزحمة ما عبٌرنا ناخذهم واخواني خفنا انهم ينخطفون مثل ما نسمع من الناس او انهم يضيعون وما تسوى علينا ، وقفنا ننطر الزحمة تخف ، شوي الا يانا واحد عمره كان وقتها بحدود ال 18 او 19 سنة ولهجته كويتية وقال لأمي : خالتي تحبين اساعدج بشي انا وايد ازور مصر وحافظ المطار عدل عدل واعرف جم واحد يشتغل فيه واشوفكم حايسين من وصلتو وما معاكم احد يساعدكم ....


قال الكلمات بينما يختلس النظر الي بين كلمة واخرى ، حتى ردت عليه امي قايلة : والله ياولدي كأنك حاس فينا انا حايسة مع اليهال وماني قادرة ادور شنطنا من الزحمة ، قالها : ما يصير خاطرج الا طيب انا الحين ادورهم لكم بس عطيني اوصاف الشنط ، وعطته امي اوصاف والدلالات على شنطنا وراح وما هي الا دقايق حتى جانا وحطهم لنا بالعربانة ، وتشكرته امي وايد وسألت عن اسمه فرد عليها وقالها : اسمي يا خالتي وليد عادل وانا صراحة ما سويت شي واتمنى انكم تستانسون بمصر لأنها بلد حلو ...


كل هذا واهوا يطالعني بين كلامه ، راح عنا ورجع مرة ثانية وسأل امي اذا كنا بني تاكسي او ليموزين عشان يوفره لنا بسعر مو غالي ، وكأنه يبي يعرف احنا بأي جهة رايحين ومن الرد اللي عطته اياه امي قالت له : احنا يا ولدي ساكنين بسفير الزمالك وان شاء الله ما ياخذ وايد علينا لأن شوي بعيد عن المطار .

واهني ارتاح لما درى مكانا وين ووقف لنا تاكسي والاهم ان اهوا اللي حاسبه مقدم بعد ، بس امي ابد ما رضت واحلفت ان ياخذ فلوسه بس الولد ولد ناس متربي ما رضا وقال انتي يا خالتي حسبت الوالدة عيب اخذ منج فلوس ...

زاد اعجاب امي فيه واحلفت ان يمرها بالفندق بعد جم يوم عشان يشكره ابوي بنفسه على وقفته معانا ، واهنيه الفرحه ما شالته ومن غير تردد وافق ، بس كل هذا وانا منبهرة من اسلوبه وطريقة كلامه وما اخفي عليكم انه صراحة واااايد حلو وجميل بس اسلوبه الذرب والشهامة اهم بوايد من الجمال ، انا ما كنت ادري شنو اللي يبي من ورا هذا كله . ركبا التاكسي وشفنا مصر الجميلة ومرينا على النيل العظيم والناس كلها بشوشة مافيهم احد مكشر على قولتهم الكل مبتسم ويرحب ومن بين العمارات والممرات وصلنا فندقنا تفاجئنا بالكم الهائل من العوائل الخليجية والكويتية بالذات الموجودة بالفندق وخذينا مفتاح الشقة مالتنا وصعدنا نتراكض انا وخواني عشان نحجز اي سرير ناخذ ، ومن بعد ما حجزت سريري يم اختي هبه رحنا للبلكونة نطل منها على نهر النيل الخالد ، وليل علينا الليل وامي تفكر وين نروح ووين نتعشى ، طلعنا نمشي برجولنا على شوارع مصر ونشم ريحة الشوارع والهوا ، وانا بهذه اللحظة ما ادري ليش مرت علي صورته صورة وليد بخيالي واتذكر صوته الحنون ما ادري شنو الاحساس اللي وصل لقلبي بس حبيت اشيل هذا التفكير لأن عمري ما حاولت اتعرف على شاب ولا احاجي احد او اسوي علاقة مثل بنات هالوقت ...

ركضنا بين الشوارع وامي تركض ورانا على امل محد يضيع منها ، وصلنا لجسر النيل وكلينا من الذرة المشوية اللي ريحتها تجيب العافية واخذت امي قرص خبز من الكشك اللي يمنا ، وقعدنا نتأمل نور الاضواء على نهر النيل والسفن الشراعية اللي تمشي ببحره وعشنا يوم مع عبدالحليم ومريم فخر الدين لما غني لها بتلوموني ليه ، واخذت امي تدندن وتتذكر ابوي وكان مافي وقتها موبايلات ولا شي عشان تتصل فيه وقتها ، كان اذا نبي نكلم ابوي من الفندق او من كشك عمو خليل اللي بالناصية على قولت حارس الفندق ، ورجعت امي تتذكر ابوي وتدمع عينها على شوقها له اما اخواني فقاعدين يحومون حوالي الشجر اللي حوالينا .

تأخر الوقت وفضلنا نرجع ونروح ننام من تعب الرحلة اليوم ، ومن وصلنا الفندق طلبت امي تكلم ابوي عشان تعرف منه بالضبط متى يوصل ، والحلو بالموضوع ان امي كانت وايد تعتمد علي وتعدني ذراعها اليمين عشان جذي اوصتني على خواني اروح فوق انومهم واهيا تظل تحت بلوبي الفندق تكلم اوبوي ، وبعد ربع ساعة صعدت فوق ورمت روحها بالفراش ونامت بسابع نومة اما انا قعدت اقلب بالمحطات ليمن نمت ..

صار علينا الصبح وبدلنا ملابسنا ورحنا تحت عشان نفطر ، ومن وصلنا تحت وفتح باب المصعد الا فز قلبي والسبب ان كان واقف عند المصعد وليد إي وليد ما غيره وليد عادل مال المطار وراحت امي تسلم عليه واهوا رد عليها السلام ، وصادف ان اهوا وعايلته ساكنين معانا نفس الفندق بعد ، ما ادري هذه صدفة او شنو ما كنت اعرف وقتها ، رحنا نفطر وظل اهوا واخوه بالطاولة اللي قبالي ومن ياكل لقمة يطالعني وينزل عيونه على طول من اشوفه يطالعني ، ورحنا شقتنا بعد الريوق عشان ناخذ فلوسنا والكاميرة عشان نروح الاهرامات وبالطلعة لقينا وليد قاعد باللوبي مع ابوه وشخص ثاني وعدل قعدته من شافني وراحت امي تسأل الحارس ان يوقف لها تاكسي بتروح الاهرامات وكأنه اذنه معانا بيعرف وين بنروح ونفس ما صدق ظني لقيته هناك مع ربعه يركبون الخيل ، ظلينا احنا بالحنطور يتمخرط فينا حول الاهرامات ..


ويوم ورا يوم لمين وصل ابوي وجدتي مصر ام الدنيا وصارت طلعاتنا اكثر وصار وليد يشوفنا اكثر اكثر حتى لما ابوي عزمه ويانا على الغدا بالفندق عشان يعتبره عربون شكر منه له على شهامته مع امي ظلت النظرات موجودة ، بس ما ادري ليش محد حس فيها الا انا ، وبعد طول مدة قعدتنا بمصر ما حاول يكلمني ولا كلمة ولا انه حتى يحاول وهذا اللي محيرني فيه ، صار وقت الردة للديرة وانا حدي ابي اعرف الاعجاب والنظرات لي متى وبالطلعة واحنا ننطر ابوي يحاسب الفندق حبيت اروح الحمام وبالطريق لقيته واقف قبالي وكأنه تشجع يبي يكلمني وقالي : انا مصدوم انكم بتروحون اليوم ، رديت عليه ان المدارس على الابواب والوالد خلصت اجازته ولازم نرد ، شفت الحزن بعيونه وبيني وبينكم انا حزنت بعد لأني تعودت اشوفه طول ال21 يوم وصار روتين بالنسبة لي ، مد ايده وعطاني شريط كاسيت وقالي سمعيه ليمن توصلين الديرة بالسلامة ، ابتسمت انه واخيرا بدى منه شي وانه كان محترم لا حاول يسأل عن بيتنا ولا يعطيني رقم بيتهم ، ومثل ما قلت لكم ما كان فيه موبايلات سنة 1989 .


ركبنا الطيارة وانا احضن شنطة يدي اللي فيها الشريط واشمه الا عطره معلق فيه ، ورجعنا الكويت واول مرة ما كنت احب ارد الديرة بسرعة ، واول ما وصلت المفروض افتح شنطت ملابسي بس لأول مرة اكشت فيها وادور على مسجل وركضت غرفتي ، وفتحت الشريط والا طاح منها ورقه مكتوب فيها ( الصدفة قدر واذا قدري اشوفج مرة ثانية راح اشوفج ) .... كلماته اعجبتني وان مسلم امره لربه والصدف وسمعت الاغاني والا مشكلة باغاني حزينة وحلوة وكلها شوق ووله مع ان بعض المغنيين ما احبهم حبيتهم عشانه . وقعدت اتذكر الايام ...


وبدت المدارس ورحت لسنة رابعة ثانوي ودخلت علينا دفعة 1989/1990 وكانو بنات جدد مثل كل سنة جديدة وفي مادة من المواد يكون معاج احد من الدفعة الجديدة لأنها تكون مادة اختيارية ، وصادفت بمادة الرسم معاي جم بنت جدد المهم كنا قليلين بالصف ومرت الايام وانا كل يوم اجيب الهادفون معاي وبالفرصة والفراغ اسمع شريط وليييييييييد ، واتذكر ايامنا وايام مصر الحلوة والصدف اللي كانت ، مر ايام واسابيع وما ادري متى تصير هالصدفة اللي قالي عنها ومتى يأذن لنا ربنا نلتقي ، وبدت عطلة نص السنة وكانت من اطول العطل لأني عالاقل بالمدرسة كنت الهى عن التفكير بوليد انا بالعطلة ليلي ونهاري انتظار صدفة وليد ، وبدى الكورس الجديد لبداية سنة 1990 وخذيت مادة مكتبات وكان معانا ايضا بنات من الدفعة الجديدة وبيوم كانت الاستاذة متغيبة صارت المادة احتياط ، قامت وحدة من البنات الجدد من وراي تسولف مع رفيجتها عن مصر ورحتلهم السنة اللي فاتت وقعدت تمدح فندق سفيرالزمالك وما ان نطقت بالاسم الا قلبي دق من الذكريات ، ولفيت عليها كأني ملقوفة واكلم مديحي على الفندق واسألتني البنت عن اسمي وتعرفنا على بعض اهيا اسمها منى ورديت عليها بالتعريف عن اسمي ، وكملنا حديثنا عن مصر ولهيت معاها بالذكريات وسألتها عن الاماكن اللي زارتها واهيا بعد سولت عن الاماكن اللي زارتها ، وقالت ان عندها صور للسفرة اصرينا انها تورينا الصور وطلعت صور تقول انها ما تقدر تييب الالبوم كله فاختارت جم صورة اخذنا نطالع الصور ونمررها على بعض وتشرح لنا اللي فيها ، وبين ما اهيا قاعدة تشرح حق رفيجتها على المتحف المصري وقفت دقات قلبي لصورة مسكتها وما حسيت الا وانا اذرف دمعة حارة من خدي ومن غير ما احس مسحتها بسرعة عشان محد يلاحظ الصورة كانت لوليد ، وليد حبيب قلبي اللي حبيته من الاغاني اللي بالكاسيت ومن اسلوبة الرجولي ، صورة وليد واهوا حاضن منى كل خوفي اني اسألها وتقول انه صاحبها ، وقعدت اخز بالصورة حيل ليمن انقطع تفكيري من سحب منى للصورة وتشرح فيها وتقول هذي صورتي مع اخوي الكبير وليد ، ارتاح قلبي وانسكب عليه ماي بارد من ردها ، وعرفت انه اخوها وارتحت وطرى على بالي الصدف واشلون مردها تصير وطلعت اخته بالكرسي اللي وراي وانا ما ادري سبحان الله على الصدف ، المهم حاولت اوطأ علاقتني معاها لأني مو معقولة من اول يوم تعارف اخذ رقمها واعرف بيتهم وين ، قعدت اتقرب منها شوي شوي واعرف حياتها العائلية والاحرى اني ابي اعرف اخبار وليد ، وتقعد بكل كلام تمدح باخوها وتقول انه صج اخو ديمقراطي وشهم وما في منه بالديرة كلها ، مر شهر على الموضوع وانا قلبي يحترق عشان انطر الوقت اللي اطلب منها زيارة او رقم تلفونها ، بس القدر سبقني لأنها شافتني بالفرصة وعزمتني على حفلة عيدميلادها يوم الخميس ، وقلت بقلبي الحمدلله اطلعت منها مو مني ، المهم صار يوم الحفلة وانا من قبل مجهزة شنو البس وشنو اسوي لبست احلى ما عندي وسويت شعري احلى تسريحة وطلبت من امي توصلني الحفلة ، بس انا حاولت اوصل قبل الحفلة بساعة عشان يمديني الحق على شوفته قبل لا يطلع ويفضيلها البيت قصيت على رفيجتي منى وقلت لها : انا اسفة مبجرة لأن امي تقول اذا ما وصلتج الحين مافي احد يوصلج بعدين ...


صدقت الكلام وعزمتني على غرفتها ليمن تخلص لبس ، وقعدنا بالغرفة وانا كلي وله عشان اشوفه ويعرف اني ببيته وان هذه اهيا الصدفة ، اختلست عذر وطلبت منها اروح الحمام وحاولت توصفلي وينه وبالطلعة اتلفت يمين ويسار احاول القى له اثر بس ماكو فايدة وقعدت بالحمام افكر شنو اسوي الظاهر مالي نصيب اشوفه ، طلعت من الحمام رايحة لغرفة منى وانا بالطريق الا احس ان في احد جاي فوق رحت اطالع الا شفته واخيرا شفته وليد لابس هدوم الرياضة وشكله راد من لعب كرة ياي يسبح ويطلع وقفت عند عتبة الدرج واتسمرت اطالعه وما ان حس بوجود احد رفع راسه وتنح وطاحت الفوطة من ايده وظل يخزني مدة ليمن سألني انا بحلم والا علم اشوفج صدفة ووين ببيتنا ، ضحك ضحكة يمكن احلى من ضحكة الطفل نفسه لي ضحك ، اما انا دمعت عيوني وقعدت اقولها كأنه الصدفة طولت ياوليد وانا كنت بموت من الوله عليك ، كمل صعود السلالم ووقف يطالعني وابتسم وقال : انتي يا هديل دخلتي قلبي وتربعتي فيه من اول نظرة شفتج فيها بالمطار .....


وااااااااااااااااااااي على اسمي بلسانه شنو حلو اول مرة ادري ان اسمي جذي حلو ، سألته ليش تبي الصدف تجمعنا ليش ما سويت نفس شباب خلق الله ، قالي الا يجي صدفة معناة القدر وياه يجمعة مرة ثانية ، وانا ابي اعرف اذا انتي قدري او لأ ..

ومن بعدها كثرة زياراتي لبيت منى وكبرت علاقتنا مع بعض مع ان منى تصغرني بسنتين فأصبحت لا تفارقني ، وذلك لأني اجد فيها وليد ، واسمع من خلال مكالماتها عن اخباره وروحاته ، وفي احد زياراتي انفرد فيني وليد وسالني سؤال : شوفي يا هديل انا واحد ما احب الف وادور وصارلنا الحين قريب السنة وانا بيصير عمري 20 سنة ، هديل تقبلين فيني زوج .

انصدمت من صراحته وانصدمت اكثر انه قاعد يفكر فيني بحكمة وعقل ، وسكت مصدومة ما ادري شنو ارد عليه ورحت اركض لغرفة منى على أمل إني يمكن اقدر اهرب من السؤال اللي قاله ، تلون ويهي ألوان وضليت مسمرة مكاني ما اعرف شنو قاعدة تقول منى من سوالف ، قعدت أفكر أنا الحين بيصيرلي 17 سنة وكان بهالوقت ممكن الوحدة تتزوج وهي صغيرة ، المهم رحت البيت مع صمتي وسكوتي وضليت بغرفتي افكر شنو ارد عليه ، مرت الايام من غير ما ازور منى ومن غير حتى ما اتصل عليها ، صار يوم الخميس يوم الاجازة الاسبوعية دق التلفون ومالقيت احد يرد عليه الا انا طلع المتصل منى تسألني عن قطاعتي وليش ما ازورها ولا اتصل فيها ، وسمعتني ضحكة منها دلالة على معرفتها بموضوعي مع وليد وعاتبتي ليش ما قلت لها عنه من زمان ، وطلبت مني ان ابلغ امي بحضورها مع امها اليوم وخالتها لطلب ايدي لوليد ، وحسيت ان الدنيا تلف فيني فوق وتحت ما عرفت شنو ارد عليها ، قلت لها خلاص خلاص امي تتصل فيكم وسكرت التلفون بسرعة وجسمي يرجف كأني بوسط فريزر حرارته اقل من الصفر ، ركضت عند امي وقلت لها : يمه هذا رقم ام وليد تبيج تكلمينها ضروري الحين .

وطرت مثل الحمامة لغرفتي وسكرت الباب وما هو الا وقت قصير حتى سمعت صوت امي يناديني من تحت وطلبت مني اقعد على الكنبة بتكلمني بموضوع وقالت لي : شوفي يا هديل ام وليد اطلبت ايدج لولدها وليد وانت تعرفين منو وليد اللي اقصده ، وانا دقيت على ابوج ابلغه قبل لا اعطي الناس موعد اليوم وقالي انه ما عنده مانع اذا انتي موافقة على شرط ان العرس بعد الثانوية ويخليج تكملين الجامعة ، وانتي تدرين اني انا ودي افرح فيج والولد ما شاء الله عليه وايد زين واهله خوش ناس ، ها شنو قلتي ابي اسمع رايج .

احتمر ويهي من الخجل ومن الفرحة ما ادري شنو اقول ، فهمت امي علامات القبول علي وقامت قالت : يالله روحي دوريلج بدلة حولة وضبطي نفسج على ما يصير المغرب وراح اقولج متي تنزلين .

صعدت غرفتي وفضيت خزانتي وكان اول مرة اكتشف فيها عدد البدل والملابس اللي عندي ، طلعت جم وحدة كانو التوب عندي ورحت خذيتلي حمام سريع وقعدت انطر المغرب متى يصير مع ان عادت اليوم يمر سريع الا هاليوم مرة ابطئ من البطئ نفسه ، وصل ابوي من الدوام وصعدلي على طول وراح يسألني عن رايي لأنه يبي يسمعه ، وقعد يمدح بالولد ويمدح بأبوه واهله وانه يعرفهم عدل ، المهم نفس الاحساس بالموافقة وصل لأبوي وطلع مني والابتسامه على وجهه ، وصار وقت وصولهم وانا واقفة عند الدريشة انطر وصولهم وبعد لحظات وصلت سيارة كحلـية اللون وكان اللي يسوقها وليد وراكبة على يمينه امه ووراه اخته منى وخالته ، ونزلو الحريم وظل اهوا بالسيارة ناطر ، نادتني امي ونزلت مع اختي هبه والخجل يرسم ويهي كأني اول مرة التقي بمنى واهلها وسلمت عليهم وجلست يم ام وليد وسألتني جم سؤال عن الصحة والحال والدراسة وقالت لي اذا انا راح اكمل الثانوية اربع سنين والا متاخرة فيها لأن نظام مقررا كله في تأخيرات كورس او اكثر ، كملنا حديثها وطلبت ام وليد من منى انها تنادي اخوها وليد من بره عشان يدش ويقعد معانا شوي وبسرعة طارت منى على بره ونادته ولأول مرة اشوف ان وجه وليد ينقلب للاحمرار من الخجل وكانها اول مرة يشوفني وجلس يمي وخذت ام وليد امي واختها وراحوا بعـيد عنا على اساس ناخذ راحتنا بالحجي ، بدا وليد كلامه : هديل انا اسفة كنت انطر الرد منج بس طولتي علي ولقيت اني احطج جدام الامر الواقع وايد احسن ، وانا عرفت انج حابة تكملين جامعة وانا ما عندي مانع باي شي انتي حابته وابي اعرف اذا حابة تسكنين ببيت اهلي او ببيت بروحج .

قال كلامه وانا كله ساكته ما ادري شنو ارد ، وليد ما خلى لي شي اقوله كرمني بعطفه الزايد ، قالي ان الحين صار عادي نكلم بعض بالتلفون ونشوف بعض بس مع احد من الاهل طبعا .

وكان هذا الكلام اللي انا حبيته لأني راح اقدر اكلمه وأشوفه وايد ، شهر يونيو واهوا شهر الامتحانات والفايل عدى على خير وبنجاح والفضل يعود من بعد الله إلى وليد اللي ما قصر معاي من توفير ملخصات لي وعمل جو دراسي من انه يحرم روحه عني عشان ما يزعجني ولا يشغلني ، وطلعت النتيجة بمعدل ارفع من الكورس اللي قبله وخلصت سنة رابعة على خير وكنت حابة اخذ كورس صيفي عشان اخلص مادة معلقة عندي بسرعة ، وعمل مفاجأة لي وليد انه حجز لشاليهات فيلكا لبيتنا ولبيتهم لمدة اسبوعين ابتداءاً من اخر شهر يونيو ورحنا وكانت خووش رحلة كنا اكثر قرب من بعضنا البعض وكنا نروح حمامات السباحة سوا ونركب القواري سوا وحتى وجبات الاكل كنا كلنا الاهل نتجمع وناكل مع بعض ، وكانت الايام تمر علينا مثل الهوى الطاير وبهذه الرحلة عرفت وليد عدل وعرفت اشكثر اهوا انسان حبيب وكفو الواحد يرتبط فيه كان اكبر من عمر بالعقل والرزانة ، وقبل الردة بيوم طلبت ام وليد من امي ان نحدد الملجة نص شهر يوليو والعرس بعد جم شهر وافقت امي وكانت مستانسة وايد وقالت لأبوي ووافق .

وبعد ما ردينا من فيلكا استعديت عشان اسجل بالكورس الصيفي وكان الكورس بثانوية المنصورية يعني درب الروحة والردة وسجلت على المادة واذكر انها كانت مادة الرياضة المالية ، واستمرين ادرس واجهز حق حفلة الملجة وكانت ايامي وايد مضغوطة واتصل فيني وليد قبل الملجة وقال انه بيمرني اهوا وامه عشان نختار الشبكة والدبل ، وكان ذوقة احلى من ذوقي بوايد واللي كان مختارهم عاجبيني فوافقت من غير ما اطالع غيرهم وصار يوم الملجة وكنا نتكلم بالتلفون طول اليوم ومو مصدقين ان اليوم بنصير لبعض رسمي دخل علي ابوي واهوا حزين وطلب مني اسكر التلفون ، وسألته اشفيك يبا ، قالي : يا هديل تزعلين مني لو اقولج نأجل الملجة ، قلت ليش اشصار ، قالي : ان جدتي امه توفت وماراح نقدر نحتفل ، واهنيه حزن قلبي على فراق الغالية جدتي وقلته : يبا انا اللي ماراح اقدر احتفل خلاص اكلم وليد واخبره ونخليها بوقت ثاني ، قلت لوليد وقدر الموقف وقال حق اهله وطلب ان نجلها لمدة مو محدودة ليمن ابوي ترتاح نفسيته .

شكرته على تعاطفه معانا ووقفته ووقفت اهله ويانا بالعزا ، ظل الحفل معلق وظلت بدلة الحفلة بالخزانة محفوظة ومر اسبوع من وفاة جدتي واتصل فيني وليد وقالي ان اهوا واهله راح يسافرون مصـر وراح يرجعون بعد شهر على بداية الدراسة ، سلمت عليه ورحت مع امي المطار نودعهم ، وكـان حبـيبي يكلمني كل يوم يسأل عنا ، وصبحنا بيوم 2/8/1990 باليوم الاسود على صوت دوي ما ادري من وين ، رحت اقعد ابوي لقيته يطل من الدريشة ودموعه على خده وانا اللي عمره ما شفته يذرف دموع حتى بوفاة جدتي ، وكانت امي تحاول تتصل على اهلها ، سألته يبا شفيك شنو هالاصوات هذي .

قالي : هـذيله جيش صدام ، العراق غزت الكويت يا هديل ، الكويت مو لنا الحين ، كلامه خل بقلبي صدى وصدى قوي رحت المخزن اطلع اعلام الكويت وصور بابا جابر وسعد رحت بره الصقهم ، لحقني ابوي ونهاني من هالشي ، حرقت قلبي خلتني اصيح وابجي مثل المجنونة ، ركض السطح كبرت مع اللي يكبرون رفعت علم بلادي ، وكان ابوي خايف علي ، طلع عرج الحماس الوطني فيني اللي كان مخفي ، خذاني ابوي مع امي واخواني وطلب منا ان ناخذ اغراض عشان نطلع بره الديرة ، حلفتله ما اطلع انا صامدة وقاعدة ماراح اروح مكان ، واحنا نتحاور يانا تلفون والا من منو وليد داق علي قبل لا تنقطع الخطوط يطمن علي ، ظل يبكي مثل الطفل يقولي انه بيدخل الديرة عشان يأخذنا وانقطع صوته وانقطعت الاتصالات ، حاولنا من عندنا ما كو فايدة اطلبت أمي أن نروح بيت أهلها نتطم عليهم ، قمنا بسرعة ركبنا السيارة والحمدلله البيت قريب أهما يمنا بمنطقة بيان ، رحنا لهم ولحقنا عليهم باللحظة الأخيرة كانو محركين يبون يروحون السعودية قالت جدتي لبنتها اللي اهيا امي : انا يا بنتي ماراح اقدر على هالوضع وانا مرة تعبانه وصراحة صدام وجيشه ما يعرف الرحمة ابد ولا اكو فايدة من العراق من أيام قاسم واهـم ما يحبونا ، سكتت أمي وسلمت عليها وودعتها وقالت لها أول ما توصلـون حطـوا عنوانكم بالسفارة عشان اييلكم .

ردينا البيت وصوت الصواريخ والدبابات ماله حدود ، والناس مثل المجنونة طالعة وفود معارضة على الاحتلال ، الكل شايل صور الأمير والإعلام ، بس كان الجيش يهددهم بالرمي بالرصاص إذا ما انسحبوا بعضهم كان يخاف ، والبعض الثاني كان يستمر ، مر علينا 15 يوم وكل يوم يقعد أبوي يقنعني بالروحة للسعودية ولا اكو فايدة مني يوم بعد يوم دمي حمى على الكويت وحبيت أسوي أي شي لديرتي ، رحت لبيت بوعبدالله اللي بآخر الشارع كنت على خبر أن ولده عسكري وعنده تجمع اعتصامي للمقاومة ، طلبت من ولده عبدالله يضمني لهم واسوي أي شي لو بسيط لهذه الديرة ، تردد وخاف علي وقال ما اقدر اشاركج ويانا واهلج حرااام أنتي بنت وصغيرة وما أرضى لج البهدلة ، رديت عليه وقلت عيل البنات اللي معاك شنو مو هم بنات مثلي انا بقاوم حالي من حالهم ، ترجيته ان يشركني بأي شي او اني بسوي أي شي من نفسي من غير مساعدته ، وبعد الحاح مني وافق وقالي راح اخليج تسوين شي بسيط بس مهم إن نعطيج اكل وفلوس تعطينهم الناس اللي نقولج عليهم ، وبالفعل قمت كل يوم اطلع من البيت على ابون اروح ازور جيرانا واقعد مع بناتهم ، وكنت اركب السيارة مع الشهيدة ايمان العمر ونمر على كذا بيت ، وكانت ايـمان اقوى مني تماسك وكانت من قوة نشاطها تسوي اكثر من عملية باليوم ، ويوم بعد يوم حسيت عيون الشك بأمي وابوي ومنعوني من الروحة والطلعة لسوء الأحوال الحين ولانقطاع الكهرباء مرات ومرات ، وبعد اصرارهم على حبسي بالبيت ، حاولت واهما نايمين اني أروح لبيت بو عبدالله واشوف الاحوال وبطلعتي من البيت لقيت سيارات الجيب بكثرة جدام بيتهم واكتشفت ان جنود الاحتلال طاحو على مقر المقاومة اللي ببيت بو عبدالله ولقيتهم يجرون بو عبدالله ومرته بره البيت ويفتشون البيت كله بس الحمدلله ما لقو شي يثبت صحة اللي ببالهم وللأسف خذوا بوعبدالله وياهم وصراخ ام عبدالله ماله والي وتترجى فيهم يخلوهم ، وواحد منهم الله لا يوفقه رفسها وخلاها تطيح بالشارع ، ومشوا وخلوها تبكي زوجها ، ركضت صوبها وحضنتها ودخلتها داخل ولقيت البيت معفوس فوق تحت رحت ارتب وياها البيت وسويت لها لقمة تاكلها ، ورجعت بيتنا بعد ما تطمنت عليها ، وكان المنظر اللي شفته شي عجيب ولا بالاحلام ، صار اليوم الثاني والصداع براسي ما خف من هول ما شفته امس ، وصل خبرها بيتنا ورحت مع امي نسأل عنها ورمشت بعيني لها علامة ان ما تقول حق امي شي بزياراتي لهم ومشاركاتي مع ولدها والمقاومة ، حبيت اسأل عن عبدالله وينه قالت لي ان عبدالله ربه يحبه وكان حاس بشي غريب بيصير الليله ففضل ان ينام عند بيت صاحبه حسين ، وكان حسين العنصر الثاني من مقاومتنا وحسين هذا منفذ متفجرات ، وطلبت خالتي مني اني اروح بيت حسين واطمن عليه لأنها خايفة انها تكون متراقبة ، وحبيت اني اطمنها اني ارح احاول اروح مع ايمان اليوم لبيت حسين واشوفه وابلغه باللي صار ، حبيت اسوي تمثليه على امي وابوي واقولهم اني بقعد عند ام عبدالله شوي اسليها وراحت امي البيت وضليت عند ام عبدالله لمين وصلت ايمان ورحت وياها بيت حسين ، وياريتني مارحت ........

لقينا الهدوء مو طبيعي بالبيت حاولنا ندق الجرس مرات ومرات ماكو فايدة ، دزينا الباب ولقيناه مفتوح دخلنا داخل بس ما ادري شنو الاحساس اللي خلانا نكمل وبنفس الوقت يمنعنا من الدخول ، بس مثل منتو عارفين ايمان قوية وماكان يهزها ريح شجعتني على الدخول ومن فتحنا باب الصالة ، الا لقينا الدنيا مقلوبة ومعفوسة ولقينا آثار دم بقع بقع بالصالة ، دخل قلبي الفزع اللي اهوا اكبر من الخوف والمشكله اني كملت مشي مع ايمان رحنا السرداب ولقينا الدم كثر عن اول وشفنا سرنا انكشف وعرفنا ان جنود صدام لقو حسين وعبدالله وشافو مكان المنشورات والفلوس واغراض المقاومة من اسلحة بعد ، رجعنا بسرعة لفوق خوف من انهم يردون واللي خفنا منه صار .

كان كمين منهم عشان يعرفون منو اللي يزورهم ومسكوني انا وايمان واربطو عيونا وركبونا معاهم ، ما فتحت عيوني الا وانا بمكان اظلم يخرع وجانا الضابط يسألنا عن علاقتنا بحسين وعبدالله ، ردت عليهم ايمان وقالت انهم عيال عمتها وجايه تشوفهم وتطمن عليهم وسألني نفس السؤال تلخبطت ما كنت اعرف شي لأني ما قط فكرت بهاليوم شنو بيصير ، حاولت اقول نفس ايمان بس ردي كان ما يقنع ، خلونا عندهم جم يوم وانا كلي امل ان اعرف اخبار امي وابوي ويعرفون ويني فيه ، جانا الضابط بعد جم يوم وقال لنا انتو يالكويتيات طلعتو منتو هينين ، الحين تقولون انتو عيال عمهم ها ماشي راح اوريكم منو عيال عن الثاني ، وخذانا وقطانا بزنزانه ريحتها تييب المرض كلها دم وخيسة ، لقينا معانا حريم كبار وصغار ومن كل الجنسيات ، كانت معانا بالزنزانة البطلة الشهيدة وفاء العامر ، وكانت صامدة بقوتها وكانت من قوة ايمانها مسلمة امرها لله ، وعرفت بعد كم يوم انها صارت شهيدة من قوة التعذيب اللي عذبوها اياه الله يرحمها كانت انسانه قوية وشجاعة ، خذوني من السجن وقالولي في احد بيشوفج خلوني اطل من الشباك اشوف اللي يايني ، لقيت امي وابوي واقفين يطالعوني عشان يتعرفون علي واتعرف عليهم وما حبيت اوهقهم معاي ، قلت اني ما اعرف منو هذيله ما هم امي وابوي ولا اعرفهم .

رجعوني الزنزانة وماكانت ايمان موجودة كنت اسمع صوت صراخها بس ما كنت ادري وينها كانت طول الليل تبكي وتصرخ ، رجعوها اليوم الثاني وكانت تخرع من الدم اللي غطى وجهها بكيت لما لقيتها بهالحالة ، قالت لي أمانة مابي ادخلج بالسالفة انتي صغيرة تكفين ترى انا قلت لهم انج مالج دخل بالموضوع ولا تقولين شي ، خذوني من عندها وودوني غرفة ما ادري شلون صايرة قعدوني بكرسي سئولي بعلاقتي بعبدالله وحسين وايمان ومنو معانا بعد بالمقاومة ، قلتلهم ما اعرف شي حطولي ماي على وجهي وجابو كهربا وحطوها علي ما ادري ليش تذكرت وليد حبيبي بهاللحظة ، يمكن لأني أبي قوة تمدني فصار على بالي ، ما حسيت الا اني فقدت الوعي وردوني الزنزانة مرة ثانية وفتحت عيوني على وحده تصحيني وتقولي قومي قومي وعطتني ماي طبعا ماي وسخ المهم ان اسمه ماي ، وسألتها منتو انتي قالت لي انا مريم ومعاكم بالزنزانة وكل قصتي اني كنت حاطة صورة الامير على السيارة واحسبوني مع المقاومة ، وسألتها عن ايمان قالت ان لما ردوني خذوها وما تدري عنها شي الا ان ايمان وصتها ان تبلغني ان اصير على موقفي وان دم الكويت برقبتي ، ومر علينا يوم من غير ما اشوف ايمان او اعرف عنها شي دخل علينا الضابط ونادى على اسم وحدة اسمها ليلى وقالها انتي الظاهر داعيلج اهلج يالله روحي بيتكم ، وقلت له انزين وانا متى اطلع ووين ايمان ، رد علي وقال الظاهر ايمان راح تلحق حسين وعبدالله ، خفت من كلامه وما كنت اعرف شنو يقصد ، بس مريم تقول ان عبدالله وحسين استشهدو من قوة التعذيب والحلو انهم ما فتنوا على ربعهم ، والله كفو يا شبابنا ، وقلت بنفسي الحين اهم ماتوا وماقالوا اسمي وبيصير علي الدور ولازم اصير مثلهم قوية ، استقويت ومر الليل الثقيل فتح باب الزنزانة ورمو علينا احد ، وطلعت ايمان الغالية اللي جسمها مابان فيه مكان فاضي من التعذيب ، استصعبت الكلام وحكت لي عن اللي صار معاها بالتعذيب واخر شي اتوقعه طرق التعذيب اللي سووها معاها ، ما بقى تعذيب انساني ولا حيواني ما اتبعوه ، المهم بلغتني انها ماقالت عني شي ولا راح تقول وانها تبيني ارد بيتنا ، وطلبت مني ان بمجرد ما ارد الديرة اعطي امها وصيتها وانها تطلب ان يتعمل باسمها ماي سبيل ، مرت الايام والاسابيع واحنا نترحل من زنزانة لي زنزانه وماكان في أمل اطلع ابد ، وصار يوم طلبوا ايمان ومريم وخلوني مع الباقي ننتظر مصيرنا وردولنا ايمان ومريم بس ردوهم جسد بلا روح كانت مريم وايمان مستشهدين استشهاد الكل يتمناه ومنظرهم ابد ما يغيب عن عيني .


حاولت انسى شكل ايمان البشع من الموت وحاولت استجمع قواي لرد لديرتي واهلي ووليد ، وعرفت ان انا موجودة الحين بسجب بالبصرة وان ماكو فايدة من رجعتي الديرة باشرو معانا جميع التعذيبات النفسية والجسدية ويوم ورا يوم كنت استجمع قواي من هالتعذيب ضانين اني بضعف ، وبعد هذا كله رحلونا على سجن تحت الانفاق اسمه السجن الاسود من الظلام اللي كنا فيه سموه اسود ، صرت اكثر قوة مع الايام وصرت اعرف اشلون اداوي المرضى اللي بالزنزانة معاي وعرفت بعض الرموز اللي يتداولونها الحرس بينهم ، كنا مجموعات كبيرة من الكويتيين وبعض الجنسيات الاخرى اللي كنا نخاف نتكلم جدامها بأي شي لا يكونون جواسيس للعراقيين ، كان في وحده ساحبينها من ليلة عرسها بالفندق واعدمو زوجها جدامها وموجودة بالزنزانة بفستانها مال العرس بعد ما صار لونه اسود كنا نخيط لنا ملابس من الخيش ، وكنا نتلحف بالحصير ، وكنا ناكل فضلات العراقيين وبكل هذا كنت اتذكر طباخ امي وقعدت اهلي واتخيل شنو يسوون الحين .

الأيام تـمر والتعذيب الجسدي والنفسي مستمر ويانا ، أتذكر أهلي ويطيب لي ذكراهم ، ولكن وين أنا ووين أهما ، إصراري وعزيمتي على ديرتي وصلتني للي أنا فيه ، وما هو معروف حقنا متى نطلع ومتى نشوف النور واحنا محبوسين بهذا المكان ، صار شهر فبراير ولي الحين ما ندري شنو نسوي بأعمارنا نشوف بعض الوجوه الشخصيات المعروفة بين المأسورين بس ما نقدر نتكلم نخاف يتعرفون عليهم ، عرفت أمور وايد بالحبس وتعلمت التمريض واشلون أسوي من أي شي شغلة نافعة ، الحين باقي يومين على العيد الوطني وكلنا شوق على أن تتحرر ديرتنا قبلها ، ولكن ما في فايدة ، صار 25/فبراير 1990 وكل الكويتيين بالزنزانات يكبرون ويهللون وهذا الشي خلا الحراس والجنود يصبون غضبهم علينا ومو عاجبهم الحال ، فرشو علينا مادة تنوم ومالقينا روحنا إلا صاحيين على صوت رشاشات ومدافع وكان هذا فجر يوم 26 فبراير 1990 عرفنا أن الكويت تحررت وما صدقنا من فرحتنا وكانو العراقيين يصرخون بوجهها استهزاءاً وان الكويت لهم مهما يصير وراح يجي يوم يأخذونها لهم أكيد ، قعدنا نغني الأغاني الوطنية والنشيد الوطني ولكن ماكو فايدة الحقد معمي عيونهم ، خذونا كلنا ورحلونا مكان ثاني بعيد عشان لما الأمريكان يفتشون ما يلقونا ولا يلقون أسرى ..

خذونا دفعات كبيرة بسيارات ضخمة وكنا نصفق ونغني من فرحة التحرير وهذا اللي خلا الجنود يضربونا كل شوي عشان نسكت ، وصلنا لمكان واتوقع انه الحدود العراقية السورية لأنه وايد بعيد عن المكان اللي إحنا فيه ودخلنا بين الجبال والدروب الوعرة واجبرونا ننزل تحت خندق درجة طويييييل ، وكان محفور تحت الأرض بعمق كبير ، جرونا واحد ورا الثاني وطبعا كانت غرف التعذيب اكثر من الغرف اللي ننام فيها حطونا كل 7 نساء بزنزانة قياسها 4x3 وكنا نتناوب على النومة عشان نتمدد على الأرض ، وكان معانا بنات اصغر مني وحريم عجائز واذكر أن وحدة منهم كان اسمها بيبي صباح وشاكين انها بنت الصباح وخذونها وموراضيين يفهمون أن أبوها اسمه صباح مو عايلتها ، بس وين اللي يفهم يجرون القوي والضعيف ، حتى نسمع صوت حرمة بالزنزانة اللي يمنا قاعدة تولد ياحرام ولا في احد معبرها ، تصرخ وتصرخ ويقول لها الضابط اذا ما سكتي راح اعرف اشلون اسكتك ، وكانت فقيرة تحاول تكتم صراخها ، ترجيت الضابط ينقلني زنزانتها وما بقى آية ما قريت عشان يوافق علي وبالأخير يالله يالله رضى ، ورحت لها وكانت ياحراااام شكلها يعور القلب ن ساعدتها وتعلمت من الدكتورة اللي كانت أسيرة معانا اشلون أولد كانت الدكتور تدور شي نظيف تحط فيه الياهل بس ماكان في ، المهم ساعدتها وحاولت اسحب الطفل منها وبعد معاناة طلع الياهل وكان شكله يهبل ، وكانت بنت وسمتها تحرير ، وبعد شهر على الموضوع يانا مجموعة كبيرة من الحراس وما هو أرواق وقالوا لنا ، انتو الحين عارفين أن الجيش الأمريكي دخل علينا وطالبنا برد مجموعة منكم لمنظمة الأسرى والمفقودين وعشان نحاول نسكت هذا الجيش الأمريكي الغبي لازم نرد جم واحد منكم ، وكنت ادعي ربي أن أكون أنا منهم ، ونادوا على الاسامي واحد ورا الثاني وكانت أم تحرير بينهم وكانت الفرحة مو شايلـتها ، وخذوا تقريبا 45 شخص ما كنت منهم ومر علينا اشهر على هالوضع لاحس ولا خبر وكل يوم يتبعون تعذيب شكل على بالهم هالشي راح يفيدهم ، منعوا عنا الأكل وكنا نسمع عن أموات ماتوا من الجوع وكل اللي يسوون العراقيين أنهم ياخذونهم ويقطونهم بره ياكلونهم الحيوانات ، صج كانو ما يعرفون ربهم .

صار سنة على وجودنا بالزنزانات وهما على نفس المنوال من وقت والثاني يبدلون زنزاناتنا بين بعض وما كنا نعرف شنو الحكمة ، وكانت ريحة السرداب عفنة لعدم وجود شبابيك فيها ، كنا نستغرب أن الأمريكان ما يعرفون مكانا لي الحين ، وان هيئة الأسرى والمفقودين ما سوو شي طبعا هذا لنكران العراق على وجود أسرى كويتيين لديها ، طبعا الوضع تأزم لقلت الأكل ومرات وايد ما في أكل ، طلعو قرار العراقيين أن يصعدون جم وحدة فينا تنظف مكاتبهم فوق والحوش الساقط مال الخندق كل يومين تطلع 3 حريم وطبعا ما كنا نسلم من تحرشاتهم لنا ، حتى اذكر أن يا حرام وحدة خذوها واعتدوا عليها بالمكتب ورودها مرة ثانية تحت ، قلوبهم ابد مافيها رحمة .

ومرت الأيام والسنين علينا والدنيا ما تدري أن في ناس محبوسة تحت الأرض ما كنا نعرف ليش ما يسألون عنا يمكن لأنهم ينكرون العراقيين وجود أسرى عندهم أو أن الكويت على بالها أن إحنا متنا لأن جثمان الأسرى الميتين وصلوا الديرة ، وكل يوم نفقد احد من الزنزانة وكل يوم نسمع نفس الصراخ والتعذيب وما كنا ندري ليش بعدهم يعذبونا شنو بيعرفون بعد ما تحررت الديرة ، حاولنا اثنين من الأسرى الهروب عن طريق أنهم يرمون الزبالة بره الخندق وينحاشون بس ماكو فايدة لأن الموضوع محاصر وردوا واحد مصاب برجله وواحد بكتفه من الرصاص يعني أي واحد يفكر ينحاش ماله إلا الموت أو الرجعة مجروح .

صارت آخر سنة 1998 وصار عمري 25 سـنة بـس اللي يشوفني يقول بوصل الثلاثينات ، يطريلي قبل النوم صورة أهـلي وصورة الحبيب وليد وأقول شمسوين اهما من بعدي ، كان ويانا وحدة بالزنـزانة اسمها أروى أمها سورية وأبوها كويتي ، كان سبب حبسهم لها انها ماشية بمسيرة نسائية وكانت احد افراد مقامة 25 فبراير ، بس محد علم عليها وكانو يبون يمسكون عليها شي ، قالتلي أنها ممكن تدبر طلعه عشان ننحاش بس لازم نفكر فيها عدل ، وبعد تفكير لمدة أسبوع لقينا طريقة ننحاش فيها حاولنا نوهم الحراس ان احنا نبي نزرع الارض عشان ناكل منها وصدقوا الموضوع وبعد مرور اسبوعين على خطتنا كنا نطلع يوميا نسقي الأرض ونحفر فيها وكان يساعدنا جم اسير بالحفر والري ، صار يوم تطبيق الخطة وكانت ان نحفر روحنا ببراميل الزبالة وكان طبعا الوضع جدا مزري وتطوع الاسيرين خالد وناصر انهم ما ينحاشون ويانا عشان يموهون للحراس ان في احد موجود وما يصير فقدان للعدد ، صار وقت وصول الشاحنة اللي تاخذ البراميل وشالونا ورمونا بدبة الشاحنة ، وكانت الريحة أبشع ريحة شميتها بحياتي بس المفروض نستحمل ، وضغطنا على روحنا ليمن عدت اميال واميال من موقع الحبس وما ان شفنا قرية صغيرة جدامنا رمينا روحنا بالارض وكانت اروى ترجع من لوعت الجبد اللي حاشتها ، محنا مصدقين عيونا ان الخطة انجحت والله عمى عيونهم عنا وان احنا قاعدين نمشي بحرية ، بس لا ننسى ان لي الحين احنا بالعراق يعني هم ماكو فايدة من اكتمال الفرحة ، حاولنا نختفى عن الانظار واول شي حبينا نسويه تغيير شكلنا عشان محد يتعرف علينا ومن عشرتنا مع الكلاب العراقيين عرفنا نتكلم مثلهم واحسن بعد .

لقينا بيت صغير حاولنا نطل من الدريشة فيه لقينا عجوز قاعدة تطبخ حاولنا ندخل عندها عشان نرتاح شوي دقينا الباب عليها وسلمنا عليها وطبعا راح نتكلم معاها عراقي عشان ما تعرف ان احنا كويتيين والمفروض محد يعرف ان احنا كويتيين ، قلت لها : خالة احنا تعبانين هوايا على مود سيارتنا اخـتربت هناك بالطريق واحنا مع المطر والتعب ملابسنا توسخت وتعابا ، اقنتعت العجوز بكلامنا وردت علينا : شوفو بناتي ، آني مره كبيرة ماعندي من العيال شي هذا وقتي كله قاعدة بالبيت وما اسوي شي ، حياكم اذا تريدون ملابس او اكل اكلوا وارتاحو عندي وكملو طريجكم بالسلامة .

قعدنا بدلنا ملابسنا عندها وخذينا من ملابسها القديم اللي يليق لنا وكلينا ودخلنا الحمام انا واروى عشان نقص شعرنا ونغير من شكلنا لأن كان شعرنا طويل وايد واحنا بنسوي تغيير كامل لنا قصيت شعري بوي واروى قصته كاريه وحاولنا نحط لنا حبات خالة على وجهنا لتغيير الشكل وطلنا من الخالة ملافع لنا لأنا احنا ما كنا متحجبين وقتها واذا لبسنا الحجاب راح يتغير شكلنا اكثر .

طلعنا وقلنا لها نبي سيارة توصلنا النجف ، قالت في محطة باص ممكن توصلنا اخر الشارع ، وبعد ما تشكرناها خذينا ملابسنا ودفناها بالارض بعد ما قطعناها قطع قطع ، لحقتنا العجوز وعطتنا ثىث دنانير وقالت لنا : انا اعرف ان انتو ما تملكون فلوس اخذوها والله يرزقكم من بعدي ن استغربنا ان بالعراق ناس قلبها ابيض اول مرة احد فيهم يعاملنا زين ، كملنا دربنا انا واروى وركبنا الباص ، قالتلي اروى انها بتتصل على خالها بسوريا عشان يدخل العراق ويحاول يطلعنا ، وصلنا النجف وقعدنا نحوس فيها طبعا السفارات الخليجية مسكرة بالعراق كلها راح اروى تدور تلفون بدق على سوريا ، بس كان في مشكلة انها ناسية الرقم والحين شنسوي ، كان ودي ادق على الكويت بس الخطوط مقطوعة بينا واذا دقيت راح يصيدونا فنسيت الموضوع ، ظلينا نفكر شنسوي قالت لي اروى : انا يا هديل اعرف العنوان عدل لأن احنا وايد نروح لأهل امي سوريا بس الرقم والله نسيته ، قلت لها ماكو الا ندش سوريا عيل .

اشلوووووووووووون ندش سوريا وما عندنا هويات بهذا الرد ردت علي اروى ، قلت لها كل شي له حل ، قعدنا نفكر وبالدينارين اللي بقى لنا شرينا لنا غدا وعشا ، الحين أنا وياج عرفنا نطلع من الأسر وما عرفنا نطلع من العراق لازم في شي يساعدنا ، حضرتني افكار جهنمية قلت لها شرايج نتعرف على شباب حوالينا ونوهمهم ان إحنا عراقيات منحاشين من اهلنا ونبي ندش سوريا نسترزق منها ، ويمكن يفكرولنا بطريقة ، طبعا استغربت الفكرة وقالت منو اللي بيصدقنا ، صح ما يصير نمسك احد ونقوله جذي وخلاص راح يطلعنا ، لازوم نفكر بعد اكثر احنا الحين بوقت ما نبي نغلط ولا غلطة تودينا ورا الشمس ، قعدنا نفكر ونفكر جانا شابين يتحرشون فينا ويسمعونا كلام غزل المهم قلت لها بصوت واطي اشرايج نقولهم دخلونا سوريا ونصير صديقاتكم ، قالت ما اعتقد يدور عليهم هالكلام ، المهم بديت انا واتشجعت ودار بينا هذا الحوار :

قلت لواحد منهم : اشرايكم نسافر مع بعض سوريا ونبسط عمرنا ونستانس هناك ، ما صدقو خبر ان احنا نطلب منهم هالطلب ووافقو على طول
ورد علي واحد وقال : والله احنا ودنا وآني عندي تجارة هناك اجيب من عندهم الفاكهة وابيعها ببغداد
قلتله : إي بس اكو مشكله نحنا هاربانين من بيتنا على مود اهلي ما يبونا نسافر ونشتغل بسوريا ، وعشان هجي نحنا هربنا وما معانا أي شي عن هوياتنا .
قالي : ما هي مشكلة حبوبة نطلع لكم بطاقة .
قلتله : أي مو نحنا ما نبي اسمنا على المنافذ على مو ابويا ما يلحقنا لي هناك .
قالي : ماعدنا مشكلة أي شي اثبا نزوره لج .

ونجحت الخطة ونطرونا يومين عشان يطلعولنا هويتـن بإسمين مختلفين انا صار اسمي ( عهود قاسم ) واروى صار اسمها ( ماجدة علي ) المهم رحنا وياهم منافذ سوريا ودخلونا بعد ما زخوهم فلوس وتعذرو لعدم استخراجنا جوازات سفر لأنها المرة الاولى اللي نطلع فيها من العراق ، المهم مشينا وياهم بالدرب وقالو ان راح نسكن وياهم بشقة ، بيني وبينكم خفت من الموضوع وحاولنا نفكر شنو نسوي عشان نهرب منهم ، طلبنا نوقف عشان نتغدى بمكان وشفنا لنا مطعم متواضع على الشارع ووقفنا ناكل فيه احنا وياهم ، كلينا وشبعنا وقلنا نبي نروح الحمام نغسل ايدنا وانحشنا من الباب الوراني للمطعم ووقفنا تاكسي كان قاط ناس عالمطعم وما صدقنا ان بالاخير قدرنا نفلت منهم ، عطت اروى صاحب التاكسي العنوان وودانا له وكان معانا شوية خردة عراقية عطيناه اياه وقلنا ان ما عندنا ليرات سورية ، ووقفنا عند عمارة بمنطقة المرجة بالشام قالت ان هذه عمارة اهل امها ، صعدنا لي الدور الرابع دقينا الجرس ، وافتحت الباب جدتها ام امها وعرفتها بنفسها من قوة الصدمة أغمى على جدتها وما صدقت اللي تشوفه ، حكينا لها اللي صار معانا وكل السالفة وكان شكل جدتها مبهور من الصدمة ، قلنا لها ان ما نبي احد يدري عنا لأن الكل نظنهم جواسيس ، إسألت عن خالها وقالت ان خالها بالخدمة عندهم يعني محبوس بالجيش وان جدها ما من سنة 1995 ، طلبت اروى من جدتها ان تكلم امها وما تقولها شي عنها وتمثل عليها انها مريضة وتبي تشوفها ، صار الموضوع وصدقت ام اروى ان الجدة مريضة وقالت لها انها يومين وتوصل سوريا .

رحت مع اروى السوق اللي تحت عمارتهم وشرينا لنا ملابس واغراض لنا لأن حالتنا كانت كسيفة ، ومروا هاليومين على أروى مثل السنتين ولما دق الباب دق قلب أروى معاه وراحت الجدة تفتح الباب وطلعت ام أروى وأخوها الكبير حمد ، سلمت الام على الجدة وقالت : شو ماما منَك تعبانة ولا شي شو بكي كأنو عندك شي بدك تأوليه إلي .

دخلو الصالون وتنحت أم أروى جدامها وما عرفتها لأن صج ملامحنا وااايد تغير ووجه اروى صار فيه دقة على خشمها والسبب ان احد الجنود كان يطفي سيجارته على وجهها ، دققت الام بأروى عدل ومن تكلمت اروى الا انهارت الام تبجي وتنوح واحضنت اروى حيييييل كأنه قلبها يحضنها قبل جسمها ، لدرجة ان خلت اروى تقعد على حضنها وييييييه تسع سنين ماشافو ولا كلموا بعض ، وقالت الام انها ظن ان اروى ماتت وكانو كل مرة ينكرون وجود احد عندهم ، وبعد مرور سويعات من استيعاب الام لبنتها ، عرفت اروى امها علي وقالت : يمه هذي صاحبتي هديل ومن غيرها لا قدرت انحاش ولا شي واهيا مثلي اسيرة كانت وياي عند العراقيين ، احضنتني ام اروى وحسيت بدموعي تذرف لأني حسيت معاها بحضن الام لبنتها وتذكرت امي معاها ، سألتني اذا حابة اكلم امي على التلفون او احضرها سوريا ، نهيتها عن هالشي وقلت لها اني ودي اروح بنفسي افاجأهم بوجودي .

رحنا مع اروى وامها واخوها السفارة الكويتية بسوريا ، وقابلنا السفير وقتها السيد عبدالرزاق الحمد ، وقصينا عليه قصتنا من الالف الا الياء وما صدق كلامنا وقال هذه حكاية الف ليلة وليلة ، وشرحت امي الموضوع وانها اصلا ما كانت مصدقة نفسه ، وقال انا لازم اتأكد اول ، طبعا هالشي من حقه طلب كشوفات اسامي الاسرى الكويتيين والمفقودين وفعلا لقى اسمي واسم هديل موجود باللائحة وطلب ان يرجعنا الكويت عشان يسوون لنا تحليل دم ويطابقونا عشان يتأكدون اكثر وطلب منا ان هالشي راح يصير سر تحت دائرة ( أمن الدولة ) وان محد راح يبلغ اهلي ولا باقي اهل اروى بوجودنا بالكويت وان الموضوع محتوم بينا احنا الاربعة ( انا واروى وامها واخوها ) ، وبيوم 25/5/1999 حددو وقت سفرتنا للكويت الغالية وركبنا انا واروى طيارة خاصة مملوكة للجيش الامريكي ورجعت ام اروى واخوها للكويت على الطيران العادي ، وبلغ السفير ام اروى ان بمجرد ما تخلص الإجراءات راح ترجع اروى لبيتها معززة ومكرمة .

وصلنا نطاق دولة الكويت وشفنا من فوق السما شكل الديرة الغالي ، آآآآآآآآآخ ولهت عليج يا ديرتي قلتها وكل حزن على فراقها ، مررونا على الابراج وشفنا الكويت قبل لا نهبط ، واحنا نحضن بعض ونبكي ، نزلت مطار الكويت الدولي وسمعنا الكابتن يرحب بعودتنا ، كانت في سيارة تنطرنا ومن ركبناها على طول حركت احنا ما همنا وين السيارة بتروح مادمنا بديرتنا وبالطريق نطل نشوف الديرة ونشوف العلم يرفرف مرة ثانية فوق ارضنا الحبيبة ، وصلنا مبنى موجود بالاحمدي وكان فيه امريكان وايد ، قعدنا على الكرسي المخصص لنا ووصل دكتور يفحصنا وياخذ عينات دم منا وراح ، ورجع لنا الدكتور مرة ثانية وقال هذه الأمور راح تطول ويمكن اطلب منكم عينات ثانية عشان جذي احنا متوفرة عندنا غرف وراح تقعدون جم يوم عندنا ، صار الليل ودخل علينا جندي كويتي ومعاه علبة كبيرة وقال هذه لكم وانتو تستاهلون لأنكم بنات ورفعتوا راسنا .

فتحنا العلبة الا ملابس واحذية وملابس داخلية من ام اروى مطرشتهم لنا عشان يكون عندنا ملابس كفاية ، وصور لأخوانها و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه روعه ومؤثرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ميجر جنرال :: أقسام الأدب والشعر العربي :: ღ♥ღ( القصص والرويات) ღ♥ღ-
انتقل الى: