ميجر جنرال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ميجر جنرال

منتديات الميجر جنرال
 
الرئيسيةأفضل 10 أعضاءأحدث الصورالتسجيلدخول
تعلن ادارة منتديات الميجر جنرال عن منح الاعضاء المتميزين اوسمة شرف وذلك لكي تزيد روح المنافسة في المنتدىمع تحيات المدير العـــــــام
قررت ادارة منتديات الميجر جنرال منح العضو المجرووووووووووووووووح وسام(((( الاداري متميز ))) مع تحيات المدير العام ــــ الميجر جنرال ــــ
تعلن منتديات الميجر جنرال عن افتتاح كرسي الاعتراف حيث سيحال العضو للكرسي لمدة اسبوع وسيتم طرح اسئلة من قبل الاعضاء وعليه إجابة الاسئلة بكل صراحةوالعضو الي على الكرسي لهذا الاسبوع هو ((ميجر جنرال))

 

 التتار وحلم غزو العالم 4

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المشير الركن
مشرف
مشرف
المشير الركن


ذكر عدد الرسائل : 138
الموقع : ارض السعيده
العمر : 34
العمل/الترفيه : القائد الاعلى
المزاج : جيد
تاريخ التسجيل : 19/11/2009

التتار وحلم غزو العالم   4 Empty
مُساهمةموضوع: التتار وحلم غزو العالم 4   التتار وحلم غزو العالم   4 Icon_minitime1السبت نوفمبر 21, 2009 2:10 am

المحور الرابع : إضعاف جيوش الخلافة العباسية

كيف للتتار أن يضعفوا جيوش الخلافة العباسية وهم دولة من خارج الخلافة العباسية وأراضيها ؟
- طلب هولاكو من الوزير الفاسد " مؤيد الدين بن العلقمي " أن يقنع الخليفة العباسي أن يخفض من ميزانية الجيش وأن يقلل من أعداد الجنود وأن يصرف أذهان الدولة عن قضايا التسليح والحرب وتحويل بقية الجيش إلى الأعمال الميدانية في مجالات الزراعة والصناعة وغيرها وكل ذلك حتى لا نثير حفيظة التتار فنظهر لهم أننا رجال سلام ولسنا أصحاب حرب ؛ فعندما قال الوزير الشيعي ذلك الكلام للخليفة وافقه على ذلك وخفض ميزانية الجيش وقلل أعداد الجنود حتى أصبح الجيش العباسي الذي كان يبلغ عدده مائة ألف فارس في آخر أيام المستنصر بالله والد المستعصم بالله وذلك في سنة 640- فأصبح هذا الجيش لا يزيد على عشرة آلاف فارس فقط في سنة 654- وأصبح الجنود في حالة مذرية من الفقر والضياع حتى أنهم كانوا يسألون الناس في الأسواق وأهملت التدريبات العسكرية وفقد قواد الجيش أي مكانه لهم ولم يعد يذكر من بينهم من له القدرة على التخطيط والإدارة والقيادة ونسي المسلمون فنون القتال والنزال وغابت عن أذهانهم تماماً معالم الجهاد .
كان هذا هو إعداد هولاكو ومنكو خان كان إعداداً مبهراً حقاً وفي المقابل لم يكن هناك أي رد فعل مناسب أو غير مناسب من المسلمين إستعداداً للغزو التتري القريب .
**الإعداد لحصار " بغداد " :-
بعد خمس سنوات كاملة من الإعداد وفي سنة 654- أدرك هولاكو أن الظروف قد أصبحت ملاءمة للهجوم المباشر على الخلافة العباسية فبدأ بعملية حشد هائلة للجنود التتريين فجمع أكبر الجيوش التترية على الإطلاق منذ أن قامت دولة جنكيز خان ؛ فالجنود الذين كلفوا بحصار بغداد فقط أكثر من مائتي ألف جندي هذا بخلاف الأعداد الهائلة من الجنود المنتشرين في شمال وشرق وغرب وجنوب العراق والقوات المكلفة بحماية الطرق وتأمين الإمداد والتموين هذا غير الفرق المساعدة للجيش من فرق الإمداد والتموين والإستطلاع والمراقبة .
فبذلك نستطيع أن نبين تركيبة الجيش التتري في عشرة نقاط هي :-
1- الجيش التتري الأصلي ك فذلك الجيش كان يتمركز منذ سنوات في منطقة فارس وأذربيجان في شرق العراق .
2- إستدعى هولاكو فرقة من جيوش التتار المتمركزة في حوض نهر " الفولجا " الروسي.
3- أرسل هولاكو في طلب فرقة من جيش التتار الذي فتح أوروبا وتمركز هناك وكان في ذلك الوقت يتمركز على أطراف الأناضول شمال تركيا فجاءت الفرقة الكبيرة وعلى رأسها القائد التتري الكبير " بيجو " .
4- أرسل هولاكو إلى صديقة ملك أرمينيا يطلب المساعدة فجاءه هيثوم ملك أرمينيا بنفسه على رأس فرقة من الجيش الأرمني .
5- طلب هولاكو من ملك الكرج أن يرسل إليه فرقة للمساعدة في حصار العراق فاستجاب إلى ذلك فوراً .
6- إستدعى هولاكو ألفاً من الرماة الصينيين المهرة الذين إشتهروا بتسديد السهام المحملة بالنيران
7- وضع هولاكو على رأس الجيوش أفضل قواد التتار في ذلك الوقت وكان يدعى " كتبغا نوين " فوق إمكانيات هذا القائد القيادية والمهارية فإنه كان نصرانياً فكان هذا الإختيار موفقاً من هولاكو لأن كتبغا سيستطيع التعامل مع الأعداد الكبيرة النصرانية المشاركة في الحرب من أرمن وكرج وغيرهم وبذلك يكون الجيش التتري قد ضم بين صفوفة ثلاثة من أمهر القادة العسكريين في تاريخ التتار وهم ( هولاكو وكتبغا نوين وبيجو ) .
8- راسل هولاكو أمير أنطاكيا " بوهمند " لكن تعذر عليه إختراق الشام كله ومع ذلك كان على استعداد تام للحرب فجهز جيوشه على إستعداد إذا سقطت العراق شارك هو في إسقاط الشام .
9- وجود فرقة إسلامية في داخل الجيش التتري وعلى رأسها ولي عهد دمشق " العزيز بن الناصر يوسف الأيوبي " حفيد صلاح الدين وهذه الفرقة تشارك في جيش التتار لإسقاط بغداد .
10- فرقة إسلامية أخرى أرسلها " بدر الدين لؤلؤ " أمير الموصل لتساعد أيضاً جيش التتار في إسقاط بغداد .
كانت هاتين الفرقتين الإسلاميتين الهزيلتين ليس لهما أي قيمة بالنسبة للجيوش التترية لكن كانتا تحملان معان كثيرة فهناك في جيش التتار مسلمون يشتركون مع التتار في حرب المسلمين بل قد يشارك في عملية تحرير العراق من الخليفة العباسي عراقيون متحالفون مع التتار .
بهذا الإعداد العالي المستوى إكتمل جيش التتار وبدأ بالزحف من فارس بإتجاه الغرب إلى العراق وبدأ هولاكو يضع خطة المعركة ؛ بدراسة مسرح العمليات وجد هولاكو أن طائفة الإسماعيلية الشيعية التي تتمركز في الجبال في غراب وشرق العراق بين الجيش التتري وبين الخلافة العباسية وسوف تمثل خطورة كبيرة على الجيش التتري إذا ما هاجم بغداد ؛ لذلك قرر التتار عدم دخول بغداد إلا بعد أن يقضوا على طائفة الإسماعيلية تماماً وبالفعل تحركت الجيوش التترية الضخمة صوب معاقل الإسماعيلية فحاصرتها حصاراً محكماً ودارت حروب شرسة بين الفريقين إنتهت بسحق كامل للإسماعيلية وخلوا المنطقة تماماً منهم وأصبح الطريق مفتوحاً لبغداد هذه الحروب أخذت سنة 655- بكاملها ؛ إجتمع هولاكو مع كبار مستشارية في مجلس حرب يُعد من أهم مجالس الحرب في تاريخ التتار والقرار هو غزو العاصمة بغداد وإسقاط الخلافة العباسية وكان هذا الإجتماع معقوداً في مدينة " همدان " الفارسية وأخذ القرار بالحرب وأهتم هولاكو بوضع مراقبة لصيقة على الفرق الإسلامية الموجودة داخل الجيش التتري خوفاً من الخيانة .
إنطلقت الجيوش من همدان صوب العراق والمسافة بين همدان في إيران والعراق 450كم مربع ؛ وقرر هولاكو في هذا المجلس أن يقسم جيشه إلى ثلاثة أقسام :
الجيش الأول : وهو القلب وهو القسم الرئيسي من الجيش والذي سيقوده هولاكو بنفسه وستلحق به أكثر من فرقة من الفرق الهامة في الجيش التتري وستلحق به الفرقة الأخرى التي ستأتي من روسيا والفرق المساعدة من مملكة أرمينيا والكرج هذا القسم سيخترق الجبال الواقعة في غرب فارس صوب بغداد مروراً بمدينة " كرمان شاه " بعد أن أخليت هذه المنطقة تماماً من طائفة الإسماعيلية وستكون مهمة هذا الجيش هو حصار بغداد من الجهة الشرقية .
الجيش الثاني :هو الجناح الأيسر لجيش التتار الرئيسي وهذا الجيش سيقوده " كتبغا نوين" أفضل قواد هولاكو سيتحرك هذا الجيش بمفرده بإتجاه بغداد أيضاً لكن إلى الجنوب من الجيش الأول وستكون مهمته إختراق سهول العراق والتوجه إلى بغداد من جنوبها للحصار من الجنوب .
الجيش الثالث :وهو الجيش التتري الرابض على أطراف الأناضول في شمال تركيا وعلى رأسه القائد " بيجو " وهذا الجيش سيأتي من المنطقة الشمالية للعراق بإتجاه الجنوب حتى يصل إلى بغداد وسيحاصر بغداد من الشمال ثم يلتف ويحاصرها من الغرب .
وبذلك تحصر بغداد بين هولاكو شرقاً وكتبغا نوين جنوباً وبيجو من الغرب والشمال .
على قدر الأداء المبهر للجيش الثالث في وصوله إلى بغداد في وقت متزامن مع الجيشين الآخرين على قدر الفضيحة الكبرى التي لحقت بالمسلمين جراء وصول هذا الجيش سالماً إلى بغداد لأن هذا الجيش عليه أن يقطع أولاً 500كم مربع في الأراضي التركية ( الأناضول ) وهي أراض إسلامية ثم عليه أن يقطع 500كم مربع أخرى داخل الأراضي العراقية وهي أيضاً أراض إسلامية ؛ إذاً فهذا الجيش عليه أن يسير مسافة 1000كم مربع في عمق الأراضي الإسلامية حتى يصل إلى بغداد ومع ذلك فقد قطع بيجو بجيشه 95 بالمائة من الطريق أي حوالي 950كم مربع دون أن تدري الخلافة العباسية عنه شيئاً باغت بيجو الخلافة العباسية على بعد 50 كم أيضا كما فعل هولاكو شمال غرب بغداد ؛ وتبرير إختراق بيجو للأراضي الإسلامية يحمل معهمصيبتين كبيرتين :
المصيبة الأولى : هي غياب المخابرات الإسلامية عن الساحة تماماً فمن الواضح أن الجيش العباسي لا علم له ولا دراية بإدارة الحروب أو فنون الحرب .
المصيبة الثانية : وهي العظم وهي أن هناك خيانة واضحة من أمراء الأناضول ( تركيا حاليا ) والموصل المسلمين وكذلك من الشعوب المسلمة في الأناضول وفي الموصل هذه الخيانة فتحت الأبواب لجيش التتار ولم يحدث أي نوع من المقاومة فهي خيانة عظمى من " كيكاوس الثاني " و " قلج أرسلان الرابع " أمراء الأناضول وخيانة أعظم من "بدر الدين لؤلؤ " أمير الموصل فلم يكتفي فقط بتسهيل مهمة التتار ولكنه أيضا شارك بفرقه إسلامية تعين التتار على عملية تحرير العراق من الخلافة العباسية ومع العلم أن بدر الدين لؤلؤ من أصل عراقي وأقل تقدير لعمره عند هذه الخيانة كان ثمانون سنة وبعض الروايات تقول مائة ومن الجدير بالذكر أن بدر الدين لؤلؤ مات بعد هذه الخيانة بشهور قليلة .
هذه كانت كل تحركات الجيش التتري صوب بغداد .
** الوضع في داخل بغداد :-
كانت بغداد في ذلك الوقت من أشد مدن الأرض حصانه فكانت أسوارها من أقوى الأسوار فهذه عاصمة الخلافة الإسلامية أكثر من خمسة قرون أنفق على تحصينها أموال طائلة وكان على رأس الدولة في بغداد والخليفة في نفس الوقت هو الخليفة السابع والثلاثون والأخير من خلفاء بني العباس " المستعصم بالله
** الحصار :-
وفي يوم 12 محرم سنة 656- ظهر جيش هولاكو فجأة أمام أسوار بغداد الشرقية وبدأ في نصب معدات الحصار الثقيلة حول الأسوار ؛ وجاء كذلك كتبغا بالجناح الأيسر من الجيش ليحيط بالمدينة من الناحية الجنوبية ؛ فارتاع الخليفة لذلك وعقد إجتماع عاجل وجمع فيه كبار مستشاريه وعلى رأسهم الوزير الخائن " مؤيد الدين بن العلقمي " وكان من رأيه مهادنة التتار وإقامة مباحثات سلام فلا مانع عنده من بعض التنازلات وكان رأيه هو السلام غير المشروط مع التتار ؛ لكن قام رجلان من الوزراء في مجلس الخليفة وهما " مجاهد الدين أيبك " و " سليمان شاه " قاما ليشيرا على الخليفة بحتمية الجهاد ؛ فاحتار الخليفة فهواه مع كلام مؤيد الدين بن العلقمي وعقله مع قول الوزيران لأن تاريخ التتار كله لا يشير بأي فرصة للسلام كما أنه كان يسمع من أجداده أن الحقوق لا توهب إنما تؤخذ وعندها سمح الخليفة للمرة الأولى تقريباً في تاريخه بإستخدام الجيش فهذا الجيل من الجنود يحارب لأول مرة ؛ فخرجت فرقه هزيلة من الجيش العباسي وعلى رأسها مجاهد الدين أيبك لتلاقي جيش هولاكو المهول ؛ وعندما خرج من أبواب بغداد بإتجاه الشرق لكي يلاقي جيش هولاكو سمعوا بقدوم جيش بيجو من الشمال وهذا الجيش إذا حاصر بغداد من الشمال فتكون بغداد قد طوقت تماماً ففضل مجاهد الدين أيبك قائد الجيش العباسي أن يحارب بيجو بدلاً من هولاكو لكي لا تحاصر بغداد من جميع الجهات وانتقل بجيشه الضعيف الهزيل لملاقاة جيش بيجو في الشمال ؛ وكان للقاء في منطقة الأنبار وأستدرك الجيش العباسي في منطقة الأنبار وسحق الجيش المسلم واستطاع مجاهد الدين أيبك بأعجوبه أن يهرب بمجموعة قليلة من الجيش العباسي ويعود إلى داخل بغداد وكانت هذه هي الموقعة الوحيدة الغير متكافئة التي دارت بين التتار والعباسيين وكان ذلك في 19 من محرم أي بعد ظهور هولاكو أمام أسوار بغداد بسبعة أيام ؛ وانتقل بيجو مباشرة بجيشه من الأنبار حيث دارت المعركة إلى شمال بغداد وحاصرها وطوقت بغداد بين مثلث خطير بين هولاكو وبيجو .
>>>>>>>>>>>>>


المفاوضات :-
فاستغل مؤيد الدين العلقمي هذه الفرصة وأشار على الخليفة بطلب المفاوضات مع التتار ولكن الخليفة كان يعلم بأن التفاوض بين طرف قوي شديد القوة وطرف ضعيف شديد الضعف فإن هذا لا يعني تفاوض وإنما يعني الإستسلام وفي الإستسلام عادة ما يقبل المهزوم بشروط المنتصر دون تعديل أو إعتراض ومع ذلك وافق الخليفة الضعيف على إجراء المفاوضات مع التتار ؛ وبعث رجلين ليديرا المفاوضات مع التتار وهما مؤيد الدين العلقمي الشيعي الذي يكن في قلبه كل الحقد والغل على الخلافة العباسية وأرسل معه متيكا بطريرك بغداد النصراني ؛ فكان الوفد الرسمي الممثل للخلافة الإسلامية العباسية العريقة للمفاوضات مع التتار لا يضم إلا رجلين فقط أحدهما شيعي ولآخر نصراني ؛ ودارت المفاوضات السرية بين هولاكو وبين ممثلي الخلافة العباسية الإسلامية فأعطيت الوعود العظيمة من هولاكو لكليهما إن ساعدا على إسقاط بغداد وأهم هذه الوعود أنهما سيكونان أعضاء في مجلس الحكم الجديد الذي سيحكم العراق بعد إحتلالها من التتار ؛ وعاد المبعوثان من عند هولاكو إلى الخليفة بالشروط التترية وبعض العروض والوعود ؛ فالوعود كانت : 1- إنهاء حالة الحرب بين الدولتين وإقامة علاقة 2- الزواج بين ابنة القائد هولاكو التتري الذي سفك دماء الملايين من المسلمين وأبن الخليفة .
3- يبقى المستعصم بالله على كرسي الحكم .
4- إعطاء الأمان لأهل بغداد جميعاً .
- هذه الوعود كلها سوف تحدث في حال لو فتحت بغداد أسوارها .
الشروط كانت : 1- قمع حركة الجهاد التي أعلنت في بغداد فهذه الدعوة إلى الجهاد ستنسف كل مباحثات السلام فعلى الخليفة أن يسلم إلى هولاكو رءوس الحركة الإسلامية في بغداد وهما مجاهد الدين أيبك وسليمان شاه .
2- تدمير الحصون العراقية وردم الخنادق وتسليم الأسلحة .
3- الموافقة على أن يكون حكم بغداد تحت رعاية أو مراقبة تترية .
وختم هولاكو المباحثات مع المبعوثين بأنه ما جاء إلى هذه البلاد غلا لإرساء قواعد العدل والحرية والأمان وبمجرد أن تستقر الأمور وفق الرؤية التترية فإنه سيعود إلى بلاده ويترك العراقيين يضعون دستورهم ويديرون شئون بلادهم بأنفسهم ؛ فاقنع مؤيد الدين العلقمي الخليفة بهذه الشروط والوعود ورغبه في قبولها ح فتردد الخليفة في قبول هذه المفاوضات ولكنه مضطر إلى قبولها والشعب الضخم الذي يعيش في بغداد أيضاً متردد ونداء الجهاد لا ينبعث إلا من بعض الأفواه القليلة؛ فأراد الخليفة بعض الوقت للتفكير في هذه الشروط والوعود ولكن هولاكو لا يقوى على الإنتظار فهو يقف خارج أسوار بغداد بجيوش ضخمة تتكلف من النفقات يومياً الآلاف من الدنانير وهو شخصياً لا يقوى على الإنتظار فهو يريد أن يرى هذه المدينة العظيمة التي طالما سمع عنها كثيراً يريد أن يراها من الداخل ويريد أن يحقق الحلم الذي راود أجداده وهو يحققه الآن وهو غزو بغداد وإسقاط الخلافة العباسية الإسلامية ؛ وبالفعل بدأ هولاكو في قصف بغداد بالقذائف الحجرية والنارية ومع أول قذيفة سقط قلب الخليفة في قدمه فماذا يفعل؟ أربعة أيام متتالية من القصف المتواصل على بغداد .
* قصة غريبة:-
يذكر ابن كثير رحمه الله- في البداية والنهاية موقفاً بسيطاً لا يعلق عليه ؛ فيقول ابن كثير :وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل مكان حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه وكانت من جملة حظاياه وكانت تسمى " عرفه " جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة ؛ فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا مكتوب عليه " إذا أراد الله إنفاز قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم " فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الإحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة .............!!!!!!! ولا تعليــــــــــــــــــــــــق على ذلك
** إجتياح بغداد :-
القصف على بغداد إستمر من يوم 1 صفر إلى الرابع من صفر في سنة 656هـ ؛ وفي الرابع من صفر سقطت الأسوار الشرقية لبغداد ومع سقوط الأسوار سقط الخليفة وانهار تماماً فأشار عليه الوزير بن العلقمي أن يخرج هو بنفسه لمقابلة هولاكو لعل هولاكو يقبل السلام ؛ فجاءت الرسل من عند الخليفة إلى هولاكو تخبره بقدوم الخليفة ؛ فأمر هولاكو أن يأتي الخليفة ومعه كبار رجال الدولة والوزراء والفقهاء والعلماء وأمراء الناس والأعيان حتى يحضروا جميعاً المفاوضات وتصبح المفاوضات كما يزعم هولاكو ملزمة للجميع ؛ فجمع الخليفة كبار قومه وخرج بنفسه في وفد مهيب إلى خيمة هولاكو ومعه سبعمائة من قادة المسلمين وعلماءهم وكان يسير إلى جواره الوزير الخائن مؤيد الدين العلقمي الشيعي ؛ واقترب الوفد من خيمة هولاكو فاعترض الوفد فرقه من الحرس الملكي التتري ولم يسمحوا لكل الوفد بالدخول على هولاكو ولم يسمحوا إلا للخليفة وسبعة عشر رجلاً معه فقط بالدخول على هولاكو أما الباقي فكما قالوا سيخضعون للتفتيش الدقيق ؛ ودخل الخليفة ومعه رجاله وحجب عنه باقي الوفد ؛ وقتل الوفد بكامله فقتل كل الرجال الذين أخذوا للتفتيش ولم يبق إلا الخليفة ومن معه داخل خيمة هولاكو ؛ وبدأ هولاكو يصدر الأوامر في عنف وتكبر واكتشف الخليفة أن وفده قد قتل بكامله فاكتشف عند ذلك الخليفة أن التتار وأمثالهم لا عهد لهم ولا أمان لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وبدأت الأوامر الصارمة تخرج من هولاكو :
أولاً:على الخليفة أن يصدر أوامره إلى أهل بغداد بإلقاء أي سلاح معهم والإمتناع عن أي مقاومة.
ثانياً:يقيد الخليفة ويساق في بغداد يرسب في أغلاله لكي يدل التتار على كنوز العباسيين.
ثالثاً:يقتل ولدا الخليفة أمام عينه وهما أحمد وعبد الرحمن.
رابعاً:يتم أسر أخوات الخليفة الثلاثة فاطمة وخديجه ومريم.
خامساً:يستدعى من بغداد بعض الرجال بعينهم وهؤلاء كتب أسمائهم ابن العلقمي فهؤلاء هم علماء السنة وحملة القرآن وأئمة المساجد في داخل بغداد ؛ فيخرج كل فرد من هؤلاء ومعه أولاده ونسائه ويذهبون إلى مكان خارج بغداد بجوار المقابر فيلقى العالم على الأرض ويذبح كما تذبح الشاه ويؤخذ نساؤه وأولاده سبياً أو للقتل ؛ فذبح على هذه الصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف فهذا ابن العالم المشهور ابن الجوزي رحمه الله- وذبح أولاده الثلاثة معه عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم ؛ وذبح مجاهد الدين أيبك وزميله سليمان شاه ؛ وذبح شيخ الشيوخ ومؤدب الخليفة ومربيه صدر الدين علي بن النيار ؛ ثم ذبح بعد ذلك خطباء المساجد والأئمة وحملة القرآن ؛ كل ذلك والخليفة حي يشاهد .
** إستباحة المدينة :-
فألقى أهل بغداد السلاح وقتلت الصفوه من أهلها وأنساب جنود هولاكو في شوارع وطرقات بغداد وأصدر السفاح هولاكو أمر الشنيع باستباحة بغداد ؛ فالأمر بالإستباحة يعني أن الجيش التتري يفعل فيها ما يشاء يقتل يأسر يسبي يزني يسرق يدمر يحرق ؛ فانطلقت وحوش التتار الهمجية تنهش في أجساد المسلمين وفعل التتار في المدينة مالا يتخيله عقل فبدأ الجنود التتريين يتعقبون المسلمين في كل شارع أو ميدان في كل بيت أو حديقة في كل مسجد أو مكتبة وأستحر القتل في المسلمين والمسلمون لا حول لهم ولا قوة لا هم لهم إلا الهرب ؛ فيهرب المسلم إلى داره ويغلق عليه الباب فيأتي التتري ويحرق الباب أو يقتلعه ويدخل عليه فيهرب إلى أعلى المنزل إلى السطح فيصعد وراءه التتري ويقتله فوق الأسطح حتى سالت الدماء بكثرة من مياذيب المدينة ؛ فلم يقتصر التتار على قتل الرجال الأقوياء فقط إنما كانوا يقتلون الكهول والشيوخ وكانوا يقتلون النساء إلا من إستحسنوه منهن فكانوا يأخذونهم سبياً بل وكانوا يقتلون الأطفال حتى الرضع منهم ؛ وجد جندي من التتار أربعين طفلاً حديثي الولادة في شارع من شوارع بغداد وقد قتلت أمهاتهم فقتلهم جميعاً ؛ وتزايد عدد القتلى في المدينة بشكل بشع كل هذا والخليفة على قيد الحياة يشاهد ما يحدث في مدينتة ولاشك أنه كان نادماً على كل ما فعل وكان لسان حاله يقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً ؛ روي أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما ) أن رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) قال : إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " ؛ عمل أهل بغداد في الزراعة والتجارة بل وفي العلم والتعلم لكن تركوا الجهاد في سبيل الله فكانت النتيجة هذا الذل الذي رأوه.
* مقتل الخليفة :-
وسيق الخليفة المستعصم بالله إلى خاتمته الشنيعة بعد أن دل على كل كنوز العباسيين ؛ فوضعه التتار في جوال ثم أمر هولاكو أن يقتل الخليفة رفساً بالأقدام ؛ وبمقتله يكون قد سقط آخر خلفاء بني العباس في بغداد وسقطت معه بغداد وسقط من وراءها الشعب بكامله وكان ذلك في اليوم العاشر من فتح بغداد لبوابها يوم 14 صفر سنة 656هـ .
* ما فعله التتار في بغداد بعد قتل الخليفة :-
ولم تنتهي المأساه بقتل الخليفة وإنما أمر هولاكو- لعنه الله بإستمرار عملية القتل في بغداد واستمرت إلى أربعين يوما متصله لاهم للجنود التتر إلا قتل المسلمين ؛ وقتل من أهل بغداد وحدها مليون مسلم في أربعين يوما فقط من الرجال والنساء والأطفال والكهول ولم ينج من القتل في بغداد إلا أفراد الجالية المسيحية .
وبينما كان فريق من التتار يعمل على قتل المسلمين وسفك الدماء إتجه فريق آخر من التتر إلى عمل إجرامي أبشع وهو تدمير مكتبة بغداد وهي أعظم مكتبة موجوده على وجه الأرض في ذلك الزمان بلا منازع فقد جمعت فيها مختلف العلوم والآداب والفنون من شتى بقاع الأرض ؛ ولم يقترب منها في العظمة والشهرة إلا مكتبة قرطبة في الأندلس ؛ فحمل التتار الكتب الإسلامية وفي بساطة شديدة ألقوها جميعا في نهر " دجلة" فتحول لون مياه النهر إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب حتى قيل أن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى أخرى ؛ وبعد أن فرغ التتار من تدمير مكتبة بغداد إتجهوا إبى الديار الأنيقة والمنازل الجميلة فتناولوها بالتدمير والحرق وسرقوا منها المحتويات الثمينة وما عجزوا عن حمله منها أحرقوه ؛ وبعد الأربعين يوما الدموية في بغداد أصدر هولاكو مجموعة من الأوامر وأولها أنه أعطى أماننا حقيقيا في بغداد فلا يقتل مسلم في بغداد بعد هذا الأمر عشوائيا لأن الجثث المتعفنه أصبحت كالتلال في شوارع وطرقات بغداد ؛ فخشى هولاكو أن يحدث وباء في هذه المناطق فيأكل المسلمين والتتار فأمر بخروج من تبقى من المسلمين ونجى من القتل من مخابئهم وأعلن الأمان ليقوموا بدفن موتاهم ؛ وخرج من تبقى من المسلمين وأخذوا في دفن موتاهم ومع ذلك فقد إنتشرت الأوبئة فعلا في بغداد ومات من المسلمين عدد كبير من جراء هذه الأمراض القاتله ؛ وكما يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية " ومن منجا من الطعن لم ينجو من الطاعون " ؛ والأمر الثاني الذي أصدره هولاكو هو تعيين "مؤيد الدين العلقمي" الشيعي الرافضي رئيسا على مجلس الحكم المعين من قبل التتار على أن توضع عليه بالطبع وصاية تترية ولم يكن مؤيد الدين إلا صورة للحاكم ولكن القيادة الفعلية كانت في يد التتار بل إن الأمر تزايد بعد ذلك حتى وصل إلى الإهانة المباشرة له من قبل صغار الجند ؛ وبعد كل هذا الذل الذي عاشه بن العلقمي بعدها بأيام مات في بيته وسبحان الله فلم يتسنى له أن يستمتع بملك أو بحكم والذي ضحى من أجله بحياة آلآف المسلمين وليكن عبرة بعد ذلك لكل من تسول له نفسه أن يخون أمته ودينه ؛ وبعد موته ولى التتار إبنه ليكون مكان أبيه على حكم بغداد ولكن من مفارقات القدر أن يموت أيضا هذا الأبن الشاب في نفس السنه التي مات فيها أبيه وهي نفس السنه التي سقطت فيها بغداد .
* ردود الأفعال في العالم الإسلامي والمسيحي بعد سقوط بغداد:-
ووصلت أخبار سقوط بغداد إلى بأسره ؛ فالعالم الإسلامي كان سقوط بغداد بالنسبة له صدمه كبيرة ورهيبة لايمكن إستيعابها مطلقا ؛ وظهر لدى المسلمن في ذلك الوقت إعتقاد سيطر على معظمهم وهو أن ضعف المسلمين وقوة التتار وسقوط بغداد ماهي إلا علامات للساعة وأن المهدي سيظهر قريبا وسيقود جيوش المسلمين للإنتصار على التتار.
أما العالم النصراني فقد عمت فيه البهجة والفرحة اطرافه بكاملها وكان هذا هو المتوقع ؛ فالحروب بين المسلمين والنصارى لم تنتهي وكانت على أشدها في ذلك الوقت وبالطبع فهذه الضربه التترية موجعه جدا للعالم الإسلامي ؛ ولا شك أن أطماع الصليبيين ستتجدد في الشام وفي مصر.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موضوع: رد: التتار وحلم غزو العالم - من الصعود إلى السقوط ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]2007-11-06, 20:01



ماذا فعل هولاكو بعد تدمير بغداد ؟
إنسحب هولاكو من بغداد إلى همدان بفارس ثم توجه إلى قلعة تسمى " شها " على شاطئ بحيرة " أرميه " وهى تقع في الشمال الغربي لدولة إيران حاليا ؛ في هذه القلعة وضع هولاكو الكنوز الهائلة التي نهبها من قصور العباسيين والتي نهبها من بيت مال المسلمين ومن بيوت التجار وأصحاب الأموال ...... ؛ وبالطبع ترك هولاكو حاميه تتريه حول بغداد لحمايتها .
وبدأ يفكر بجدية في الخطوة التالية ولا شك أن الخطوة التالية سوف تكون سوريا.
وبدأ هولاكو بدراسة الموقف في هذه المنطقة ؛ وبينما هو يقوم بهذه الدراسه ويحدد نقاط الضعف والقوة في هذه المناطق الإسلامية ؛ بدأ بعض الأمراء المسلمين يؤكدون على ولائهم للتتار وبدأت الوفود الإسلامية الرسمية تتوالى على زعيم التتار تطلب عقد الأحلاف والمعاهدات مع هولاكو فجاء الأمير " بدر الدين لؤلؤ " أمير الموصل والأمير " كيكاوس الثاني " والأمير " قلج أرسلان الرابع " من منطقة الأناضول في وسط وغرب تركيا حاليا ؛ وجاء أيضا الأمير " الأشرف الأيوبي " أمير حمص والأمير " الناصر يوسف " حفيد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله – أمير حلب ودمشق ؛ فهؤلاء الأمراء يمثلون معظم شمال العراق والشام وتركيا .
ولكن قبل أن يدخل الشام ظهر أمام هولاكو أحد العوائق الصعبة والتي سوف تأخر وصوله وتقدمه نحو الشام وهو أن أحد الأمراء الأيوبيين رفض أن يرضخ لأوامر وقرارات هولاكو ورفض أن يعقد مع التتار أي معاهدات وقرر أن يجاهد التتار إلى النهاية وهذا الأمير هو " الكامل محمد الأيوبي " أمير مدينة " ميافرقين " وهي تقع الآن إلى الغرب من بحيرة " وآن " ؛ وجيوشه كانت تسيطر على شرق تركيا بالإضافه إلى منطقة الجزيرة ( وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من جهة الشمال ) ولذلك فإن هولاكو أصبح من اللزم عليه محاربة الكامل محمد لكي يستطيع دخول الشام وسوريا من جهة العراق لأنه لم يستطع بلوغ سوريا إلا بالمرور من الجزيرة وهي المنطقة الواقعة تحت سيطرة الكامل محمد- رحمه الله .
* التتار وميافرقين :-
ومدينة ميافرقين هذه مدينه شديدة الحصانة وتقع بين سلسلة جبال البحر الأسود ؛ فأصبح إختراق هذه المنطقة شديد الصعوبة على التتار ؛ ولبكن هولاكو لم يريد أن يترك أي شئ للمفاجئات وققر إقتحام المدينة.
* فماذا يفعل هولاكو للخروج من ذلك المأذق ؟
بدأ هولاكو بسلوك الطرق السهلة وغير المكلفة ؛ فحاول إرهاب الكامل وإقناعه بالتخلي عن فكرة الجهاد ؛ فأرسل إليه رسول برساله يدعوه فيها إلى التسليم غير المشروط ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه غيره.
وكان هولاكو في منتهى الذكاء عندما إختار الرسول الذي سيرسله إلى الكامل محمد الأيوبي ؛ فلم يرسل رسولا تتريا وإنما أرسل رسولا عربيا نصرانيا ؛ وهو رجل يدعى " قسيس يعقوبي " فهذا الرسول من ناحية يستطيع التفاهم مع الكامل بلغته ؛ ثم هو من ناحيه أخرى نصراني وذلك حتى يلفت نظر الكامل محمد إلى أن النصارى يتعاونون مع التتار.
* فما أهمية ذلك بالنسبة للكامل محمد ؟
لذلك الموقف أهمية إستراتيجية بالغة الخطورة بالنسبة للكامل محمد ؛ لأنه في شرق تركيا سنجد الموقع الجغرافي لإمارة ميافرقين في منتهى الخطورة ؛ فالحدود الشرقية مع مملكة " أرمينيا " النصرانية وهي متحالفة مع التتار ؛ والحدود الشمالية الشرقية مملكة " الكرج" النصرانية وهي أيضا متحالفة مع التتار ؛ ومن الحدود الجنوبية الشرقية تجد إمارة "الموصل" العميلة للتتار ؛ فأصبح بذلك الجانب الشرقي للإمارة بالكامل محاط بعملاء التتار من النصارى والمسلمين ؛ ومن الغرب توجد إمارات السلاجقة المسلمين وهم أيضا كغيرهم في ذلك الزمان عملاء للتتار ؛ فوسط وغرب تركيا عميل للتتار ؛ ومن الجنوب الغربي إمارة حلب التابعة للناصر يوسف المتعاون مع التتار .
فلم يصبح للكامل محمد أي منفذ من أي جهة فقد أصبح محاصرا من جميع الجهات.
* ماذا فعل الكامل محمد مع رسول التتار النصراني ؟
فعل الكامل محمد على غير عادة الملوك والأمراء مع الرسول ؛ فقد أمسك بذلك الرسول وقتله ؛ ولكن الكامل محمد قام بذلك ليكون بمثابة الإعلان الرسمي للحرب على هولاكو وكنوع من شفاء الصدور للمسلمين إنتقاما من ذبح مليون مسلم في بغداد ؛ ولأن التتار في الأساس لم يحترموا أي عرف أو عادة في حياتهم.
وبعد هذه الواقعة أدرك هولاكو تماما أنه لن يدخل الشام إلا بعد القضاء على الكامل محمد تماما .
* الحصار :-
أسرع هولاكو في تجهيز جيش كبير لملاقاة الكامل محمد ووضع على رأسه إبنه "أشموط" وتوجه ذلك الجيش مباشرة إلى ميافرقين بعد أن قام أمير الموصل لبعميل " بدر الدين لؤلؤ " بفتح أرض الموصل لمرور الجيش التتري .
وحاصر جيش التتار إمارة ميافرقين حصارا شديدا ؛ وكما هو متوقع فقد جاءت جيوش مملكتي أرمينيا والكرج لكي تحاصر ميافرقين من الناحية الشقية ؛ وبدأ ذلك الحصار الشرس من شهر رجب سنة 656هـ ؛ وصمدت المدينة في وجه ذلك الحصار وظهرت فيها مقاومة ضارية وقام الأمير الكامل محمد في شجاعة نادرة يشجع شعبه على الثبوت والجهاد في سبيل الله .
وقام الأمير الكامل بطلب النجدة من الناصر يوسف صاحب حلب ؛ لكن الناصر رفض تقديم أي مساعدة له رفضا قاطعا وصريحا ؛ ثم إنه لم يكتفي بمنع المساعدة عن الكامل ولم يكتفي بالمشاركة في الحصار بل أرسل رسالة إلى هولاكو مع إبنه " العزيز " يطلب فيها أمرا غريبا في هذا التوقيت ؛ فقد أرسل يطلب من هولاكو أن يعينه بفرقه تتريه للهجوم على مصر وافستيلاء عليها من المماليك ليضمها إلى أملاكه ؛ ولكن سبحان الله – إستكبر هولاكو أن يرسل إليه الناصر يوسف إبنه ولم يأت إليه بنفسه ؛ ورأى هولاكو أن الناصر قد بدأ يرى نفسه إلى جواره في العظمة والسلطان ؛ فجمع هولاكو الأدباء والشعراء المحترفين لكي يرسل رسالة يرد فيها على الناصر يوسف .
* رسالة هولاكو إلى الناصر يوسف :-
فأرسل يقول له " الذي يعلم به الملك الناصر صاحب حلب ؛ أنا قد فتحنا بغداد بسيف الله تعالى­- وقتلنا فرسانها ؛ وهدمنا بنيانها ؛ وأسرنا سكانها ؛ كما فال الله تعالى في كتابه العزيز " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" ؛ واستحظرنا خليفتها وسألناه عن كلمات فكذب ( يعني عن الكنوز والأموال ) فواقعه الندم واستوجب منا العدم ؛ وكان قد جمع ذخائر نفيسه وكانت نفسه خسيسه ؛ فجمع المال ولم يعبأ بالرجال ؛ وكان قد نما ذكره وعظم قدره ونحن نعوذ بالله من التمام والكمال ؛ إذا وقفت على كتابي هذا فسارع برجالك وأموالك وفرسانك إلى طاعة سلطان الأرض شاهً شاه رويزمين ( أي ملك الملوك على وجه الأرض ) تأمن شره وتنل خيره كما قال الله تعال في كتابه العزيز " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى " ولا تعوق رسلن عنك فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؛ وقد بلغنا أن تجار الشام وغيرهم إنهزموا بحريمهم إلى مصر ؛ فإن كانوا في الجبال نسفناها ؛ وإن كانوا في الأرض خسفناها أين النجاه ولامناص لهارب وليا البسيطان الندى والماء ؛ ذلت لهيبتنا الأسود وأصبحت في قبضة الأمراء والوزراء "
انتهت الرسالة التترية المرعبة وعلم الناصر يوسف أن هولاكو يطلب منه التسليم الكامل
* ماذا فعل الناصر يوسف بعدما وصلته رسالة هولاكو:-
فقرر الناصر يوسف أن يأخذ قرارا ما فكر فيه طيلة حياته فقد إضطر إضطرارا إلى أن يأخذ قرار الجهاد في سبيل الله ؛ وضرب معسكر جيشه في شمال دمشق عند قرية "برزا " وبدأ في إعداد العده لقتال التتار ؛ فبدأ في مراسلة الأمراء المسلمين من حوله لينضموا غليه لقتال التتار فراسل أمير الكرك " المغيث فتح الدين عمر " وراسل أمير مصر يطلب معونته في حرب التتار والذي كان بالأمس يريد أخذ فرقه تترية لغزو بلاده .
وكان هولاكو قد عاد من قرية " شها " إلى مدينة " همدان " وهي التي كان يوجد بها القيادة المركزية لإدارة شئون الحرب في المنطقة ؛ وبدأ هولاكو في إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة بعد التطورات الجديدة واستوجب النقاط التالية :
1- وجوب تعميق العلاقات بين التتار والنصارى.
2- إستمرارية حصار ميافرقين.
3- الإستهانه من قبل هولاكو بأمر الناصر يوسف وإعداده للجهاد لأنه يعلم جيدا الناصر يوسف وأنه ليس له ناقة ولا جمل في دخول الحرب .
4- منطقة العراق الأوسط وبما فيها بغداد ومنطقة شمال العراق أصبحت آمنه تماما للتتار.
5- أقوى المدن في الشام هما مدينتا حلب ودمشق فلوسقطتا فقد سقطت الشام بالكامل.

* بعد إستعراض هذه النقاط ماذا كان قرار هولاكو؟
قرر هولاكو التوجه مباشرة لإسقاط إحدى المدينتين حلب أو دمشق ؛ فقرر هولاكو وبعد دراسة وبحث أوضاع كلا من المدينتين والمناطق المحيطة بهما أن يدخل حلب أولا ثم يتوجه إلى دمشق .
* حصار حلب :-
بدأ جيش التتار الرئيسي بقيادة هولاكو في التحرك من قواعده في همدان في فارس متجها إلى شمال العراق وفي طريقه إحتل مدينة " نصيبيين " وهي تبعد 160كم عن ميافرقين ولم يقابل هذا الجيش بأي مقاومة تذكر ؛ ثم إتجه غربا ليحتل مدينة " حران " ثم مدينة " الرها " ثم مدينة " البيرة " ؛ وكل هذه المدن تقع حاليا في جنوب تركيا ؛ ثم بعد ذلك عبر هولاكو نهر الفرات من شرقه إلى غربه وتوجه مباشرة إلى مدينة حلب الحصينة واستمر هذا التقدم التتري في الأراضي الفارسية ثم العراقية والتركية ثم الأراضي السورية وصولا إلى حلب مدة عام كامل وهو عام 657هـ ؛ ووصل هولاكو إلى مدينة حلب في شهر محرم من سنة 658هـ وحاصرت الجيوش التترية المدينة من كل الجهات ؛ لكن حلب رفضت التسليم وتزعم المقاومة فيها " توران شاه " عم الناصر يوسف وكان سيخا كبيرا ؛ ونصبت المجانيق حول المدينة وبدأ القصف المتوالي من التتار على المدينة ؛ وفي أثناء ذلك الحصار والشعب يحاول رد بأس التتار عنه وصل إليهم خبر أليم مفجع فقد سقطت مدينة ميافرقين وفتحت لجيش التتار المحاصر لها بقيادة " أشموط " وانساحت جيوش التتار الهائلة داخل المدينة بعد حصار إستمر عاما ونصف واستبيحت حرمات المدينة تماما ؛ فقد جعلها " أشموط " إبن هولاكو عبرة لكل بلد تقاوم تفكر أن في هذه المنطقة فقد قتل كل سكانها وحرق الديار ودمرها تماما ؛ لكنه إحتفظ برجل واحد فقط من هذه المدينة وهو الأمير " الكامل محمد الأيوبي " حيا ليزيد من عذابه ؛ فذهب به إلى أبيه الفاح هولاكو وهو في حصار مدينة حلب وسلمه إياه .
* قتل الكامل محمد :-
إستجمع هولاكو كل شره في الإنتقام من الأمير البطل ؛ فأمسك به وقيده ثم صلبه ثم بدأ في تقطيع أطرافه وهو هي ثم أجبره على أن يأكل لحمه ؛ فكان يدس لحمه في فمه رغما عن أنفه ؛ وظل به على هذا التعذيب البشع إلى أن أذن الله عز وجل – لروحه المجاهدة أن تصعد إلى دارها في الآخرة ؛ ثم قام السفاح هولاكو بقطع رأسه ثم وضعها في رمح وأمر أن يطاف برأسه في كل بلاد الشام وذلك ليكون عبرة لكل المسلمين ؛ وانتهى المطاف برأسه ‘لى دمشق وعلقت رأسه فترة على أحد أبواب دمشق وهو باب " الفراديس " ثم انتهى المقام به إلى أن دفن في أحد المساجد وعرف هذا المسجد بعد ذلك بمسجد الرأس
.........................


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Major jeneral
المدير العام
المدير العام
Major jeneral


ذكر عدد الرسائل : 1405
الموقع : فلسطين الحبيبة
العمر : 35
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق على الآخر ....بس خطير .....يعني توخى الحذر
تاريخ التسجيل : 05/03/2009

التتار وحلم غزو العالم   4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: التتار وحلم غزو العالم 4   التتار وحلم غزو العالم   4 Icon_minitime1السبت نوفمبر 21, 2009 6:27 am

أشكرك أخي العزيز على هذا الموضوع

صراحة موضوع شيق وقيم بالرغم من طولة
تحياتي الك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://majorjeneral.yoo7.com
 
التتار وحلم غزو العالم 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التتار وحلم غزو العالم 4
» التتار وحلم غزو العالم
» التتار وحلم غزو العالم 2
» التتار وحلم غزو العالم 3
» التتار وحلم غزو العالم من الظهور الى اليقوط 5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ميجر جنرال :: الشؤون العسكرية :: ღ♥ღ(للعساكر فقط) ღ♥ღ-
انتقل الى: